لقد نفدت كل شعارات التأفف: «ذبحتونا»، «كسرتونا»، «خنقتونا»،»نهبتونا»، «هريتونا»،»سمطتونا»، «لخمتونا» الخ...لم اجد شعاراً شاغراً واحداً يصلح «كخاتمة الشعارات» سوى «خلصونا»... اليوم سأحمل لافتاتي أنا أيضاَ وأعتصم أمام رئاسة الوزراء..فالوضع لم يعد يحتمل أكثر..
المعلّمون لهم حق في انشاء نقابتهم أسوة بباقي المهن،والحكومة تعرف أن للمعلمين حقاً معلوماً، وتعرف ايضاَ ان هذا الاستحقاق عمره أكثر من نصف قرن، وتعرف أيضا وأيضاَ أنه تم «التمطيط» و»التراخي» «لتبريد» المسألة على مدار ثلاث حكومات، حتى طفح كيل الصبر والحبر..
كل المبررات الرافضة للنقابة غير مقنعة..اذا كانت الحجة، الخوف من تسييس التعليم أقول لكم «اطمأنوا» اذا كان المعلمون غير مسيّسين أصلاً فمن أين سيتسيّس الطلاب؟ حتى لو كان المعلّم منظما سياسياً ما المشكلة في ذلك؟! اليس الأفضل أن يُخرّج جيل واعٍ يفهم حقوقه وواجباته.
أما اذا كانت الحجة، نص الدستور الذي لا يسمح..اقول لكم «خلصونا» عاد، بعض الدول عدّلت دساتيرها في ثلاث دقائق.. عندما اقتضت مصلحة البلد، ألا تقتضي مصلحة البلد الآن تعديله لإنقاذ مليون ونصف طالب من الضياع والأمية والانحراف والتجهيل!!
مضت أربعة أيام من الإضراب ولا نرى له نهاية في المنظور القريب، أربعة أيام وبدأنا نتعثر في النتائج..تعليم معطل، طلاب يقضون صباحاتهم في «المولات» والمقاهي، أو على الانترنت، وفي أزقة الحواري،أو خلف «السناسل»،وتحت جسور الأودية، وفي البيوت المهجورة، يستعرضون على مهل بترينة الانحراف كاملة: سرقة،سلب تدخين، تكسير ممتلكات، اعتداء، تحرّش..ألخ..ومعلمون يائسون من كل الوعود والتطمينات و»الدق على الصدر»..وأشياء كثيرة « خاشة ببعضها»..
منذ تأسيس الدولة ونحن نحاول جاهدين محو الأمية..وها نحن نعيد كتابتها من جديد في اسبوع..
المعلّمون هم أول من بدأ الحراك قبل عامين..ولا نريدهم ان يكونوا آخر من يختمه لأن النهاية ستكون مكلفة.
(الرأي)