الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأمن الغذائي
صالح سليم الحموري
01-03-2024 10:13 AM
في القمة العالمية للحكومات 2024، أكد خبراء على أهمية تعزيز استخدام "تقنيات الذكاء الاصطناعي" في "استدامة الأمن الغذائي". وأشاروا إلى أن "الزراعة العمودية" تعتبر من الوسائل البارزة لتحسين منظومة الغذاء ومعدلات الاكتفاء الذاتي.
في جلسة حول "الخرائط الذكية" و"أهداف التنمية المستدامة"، تم التأكيد على الدور الحاسم للأقمار الصناعية والتكنولوجيا الفضائية في مواجهة تحديات الاستدامة، حيث تعتمد الاستدامة بشكل أساسي على الوصول إلى المعلومات الشاملة والدقيقة في الوقت المناسب.
وفي جلسة حول "الطاقة الخضراء"، نوقشت التحديات التي تواجه استخدام الطاقة الخضراء في العالم. وتم التأكيد على أهمية تنويع مصادر الطاقة والتركيز على التخلص من الانبعاثات.
وفي جلسة حول "دبلوماسية الموارد في عصر الاستدامة"، تم التأكيد على ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في توفير الأمن الغذائي، خاصة مع تزايد تمركز السكان حول المراكز العمرانية.
تم التأكيد على أهمية "المزارع العمودية" كحل لتحديات الأمن الغذائي، حيث يمكن إنشاؤها بالقرب من الأسواق والمستهلكين داخل المدن، ما يخفض تكاليف النقل والشحن بشكل كبير.
تم التشديد على ضرورة التأهب لتبني "التكنولوجيا الجديدة"، مشيرًا إلى أن "الذكاء الاصطناعي" يمكن أن يحسن العديد من الجوانب في الزراعة، من إدارة المحاصيل إلى تحسين استخدام الموارد.
جميع المتحدثين أكدوا على أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمثل أداة قوية لتعزيز الأمن الغذائي ومواجهة تحديات الاستدامة. ومن الضروري تبني استراتيجيات فعالة لدمج هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول في النظم الزراعية والغذائية.
لذلك يمكن تعزيز أهمية "السيادة على الأمن الغذائي" من خلال الإشارة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والزراعة العمودية والطاقة الخضراء تمثل أدوات حيوية لتحقيق الاستقلالية الغذائية وضمان "سيادة الدول على مواردها الغذائية"، حيث يسهم تبني هذه التقنيات في تعزيز قدرة الدول على إنتاج غذائها بشكل مستدام ومتجدد، مما يقلل من الاعتماد على الواردات الغذائية ويحمي الأمن الغذائي من التقلبات العالمية والتحديات المناخية.
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه "الأمن الغذائي العالمي"، تبرز أهمية "السيادة الغذائية" كمبدأ أساسي لضمان استقرار وازدهار المجتمعات. ومن خلال الاستثمار في الابتكارات التكنولوجية وتطوير القطاع الزراعي، يمكن للدول تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية، مما يسهم في بناء مستقبل مستدام وآمن للأجيال القادمة.
*خبير التدريب والتطوير/كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية
الرد على تعليق