جاءت الإنزالات الأخيرة للمساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لترسي معادلة جديدة في خضم الحرب على القطاع.
معادلة مختلفة، هدفها نبيل، وغايتها أداء الواجب، وسبيلها السماء إذ إن القيادة الملكية لهذه المساعدات ومن عمان إلى غزة، هي غيث هاشمي، لدور موصول منذ سميت غزة، بغزة هاشم، وهو كرم ودور راسخ منذ "هشم عمرو الثريد لقومه"، في دور راسخ منذ مئات السنين، فبوركت الأيادي الملكية.
فهذه المساعدات، هي المطلوبة اليوم في لجة استغراق العالم بالبحث عن صيغة لوقف الحرب، فعلى أدوار الأردن الموصولة في هذا السياق، يختار الأردن "تزخيم" وتفعيل المساعدات الإنسانية ليصل الغوث، ولتصل الرسالة للعالم، بأن القصة في غزة اليوم هي الإنسان.
إن الجسر الجوي الأردني، لم يحمل الطعام والمساعدات وكل ما يمكن بذله للأهل في غزة، بل هو قيادة للدور المطلوب اليوم بعد عدوان جاء على البشر والشجر والعمران في غزة، وبعد أن دخلت قضية وقف العدوان على القطاع مع شهرها الخامس في متاهة سياسية بين عواصم القرار.. وهي مساعدات أعادت إنتاج الصورة في غزة، ومدى حاجتها اليوم لتفكير مختلف يأخذ بعين الاعتبار حجم المأساة، أمام صلف حكومة نتنياهو والعدوان الغاشم من قبل جيش الاحتلال.
إن هذه الإنزالات الأردنية، هي دور أردني يغيث الجار، وأي جار أنها فلسطين حيث البذل الموصول منذ تأسس هذا الحمى الهاشمي ليكون لفلسطين ومقدساتها وأهلها خير معين، وما هذه الإنزالات إلا بداية جديدة، وهي تكشف للعالم عن حاجة الإنسان الغزي، وعن معاناته، ولها دلالات تؤكد أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني، سيبقى وفيا لرسالته، ولعروبته ولقيم هاشمية موصولة.. وفية وتعمل لأجل عزة أردن قوي، قادر على عون أشقاءه مهما كانت الظروف، وبكل السبل.
فغزة اليوم أمام حالة ممنهجة من الحصار والتجويع، ونحن نواجه حكومة متطرفة، مدعومة بلوبي ممتد في تأثيره، وهي حل مؤقت لأهلنا هناك، وقد قدم الأردن صيغة غايتها الإنسان الغزي.
بوركت الأيادي الملكية، ودام الوطن عزيزا بهمة قيادته، وبعزيمة جيشه العربي، ودام فينا الوفاء.