لم أشهد في حياتي -كما أنه لم يعتد جيلنا الحالي- مشاهدة (ملك) يخاطر بنفسه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، للمشاركة في عمليات الإنزال الجوي التي نفذتها طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني؛ لتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية والدوائية إلى الأهل في قطاع غزة.
ما قام به (الملك) لم يكن إلا لهدف نبيلٍ يبعث على الفخر أردنيا وعربيا ودوليا، وليقوم في إيصال ما أمكن من مساعدات للشقيق الفلسطيني يوم كانت وما زالت غزة تحت وعيد ولهيب من النار، وما كان إلا تأكيداً على استمرار الأردن في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، لإيصال المساعدات بكل الطرق المتاحة لهم.
لا يستطيع أحد أن يقلل من (فزعة) الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ومواقفه الثابتة من غزة وفلسطين، فبمثل هذه المواقف أثلج قلوب الأردنيين الشرفاء والمكلومين في غزة وفلسطين، فالشواهد العملية المقرونة بالفعل (الصريح) هي أكبر شاهد لموقف دولة لم تتوانى يوماً عن دعم الأشقاء الفلسطينيين بعد أن فقدوا كل سبل الحياة، حتى ساهم (الملك) ونشامى سلاح الملكي الأردني في ادخال الفرحة لأبناء غزة، وواساهم بفعل شجاع من ملك انسان مفاده نحن كنا وما زلنا معكم.
بقي أن أقول بأن (الملك) قد قطع الطريق على كل المشككين بالمواقف الأردنية الثابتة، كما نجحت الدبلوماسية الأردنية التي لم تكن إلا خط الدفاع الأول عن الحقوق الفلسطينية، كما أن (الملك) قد أكد على رفضه للحرب والتهجير القسري لسكان غزة من خلال وقوفه الدائم والمستمر معهم. وأكد على أن (التضامن) الإنساني والتعاون الفعال هما الركيزتان الأساسيتان لبناء عالم أفضل خالٍ من الحروب والدمار.