الأردن يُنزل على غزَّة ما يُغيث أهلها
27-02-2024 10:37 PM
عمون - يواصل الأردن جهوده في تخفيف معاناة الأهل في قطاع غزَّة ومساندتهم لمواجهة حرب التَّجويع الإسرائيلية، وقاد جلالة الملك عبد الله الثَّاني اليوم الثلاثاء، عملية إنزال المساعدات من الجو، عبر طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، وحملت منصَّات التَّواصل الاجتماعي ردود فعل واسعة على هذه الخطوة الكبيرة ليقول طفل غزِّي وبكل عفوية: "لا يفعلها إلا الأردنيون".
واعتبر ناشطون على منصّات التواصل الاجتماعي أنَّ هذه الخطوة هي جزء من جهد كبير يقوم به الأردن على مدار شهور لمساندة أبناء قطاع غزَّة في الصمود على أرضهم في مواجهة حرب وصلت إلى الإبادة الجماعية التي لم يشهد التَّاريخ لها مثيلا.
وقالت الصِّحفية والمتخصصة في الإعلام الجديد، عبير هشام أبو طوق، إنَّ حالة من الفخر شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإنزالات الجوية الإغاثية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي للأهل في غزة، وشهدت هذه المنصَّات ثناء واضحا على الجهود الأردنية بتقديم العون والمساندة والدعم للأشقاء في غزة لافتة إلى أنهم يتعرضون للإبادة الجماعية وحرب تجويع لم يشهد لها التاريخ مثيلا،
وشهدت المنصات، بحسب أبو طوق، تداولا مكثفا للفيديوهات والصور والنصوص التي رافقت توثيق عملية الإنزالات التي تميزت بطابع إنساني بحت، حيث الصور المرسومة من أطفال الأردن بكل براءتهم ودعمهم اللامحدود لأطفال غزة يؤكد فعليا أن الأردن قيادة وحكومة وشعبا سند حقيقي لفلسطين في كل الظروف.
وأكدت أبو طوق أن لوسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا ومؤثرا في استمرار توثيق الأحداث ونقل الصورة للعالم أجمع، وهذا لا يقتصر فقط على نقل مجريات الحرب بل يشمل أيضا توثيق الجوانب المضيئة والتي تؤكد أن الإنسانية تزداد أهميتها في ظل هذه الظروف، مبينة أن تفاعل المنصات الرقمية مع الإنزالات الإغاثية لم يقتصر على الأردنيين فقط، بل شارك في التفاعل أيضا مواطنون عرب سواء ممن يقيمون على أرض الأردن أو خارجها، وقد استذكر جمهور المنصات الرقمية محطات مهمة في تاريخ الأردن بأنه يقف دائما في المقدمة لنصرة القضية الفلسطينية ودعم شعبها.
بدوره، قال الناشط الإعلامي عاصم المعايطة: "لا شك، بأنني أشعر بالفخر الشديد لما رصدته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي من ردود فعل حول الإنزال الجوي الذي جاء بمثابة الرد المثالي على أي تشكيك أو شائعات طالت الموقف الأردني".
وأضاف: "ففي الوقت الذي يحاول به البعض الترويج لشائعات تسعى للتقليل من أهمية دور المملكة الأردنية الهاشمية، تأتي توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني كرد نبيل على كل مشكك بالجهود الأردنية تجاه الحدث الإنساني في غزة، ولعل أكثر ما حظي بالتفاعل الايجابي هي الفيديوهات التي رصدت سعادة وفرحة الغريين المحاصرين الذين تلقوا المساعدات الأردنية. هذا الدور الإنساني ليس بجديد على المملكة الأردنية الهاشمية وجلالة الملك وجيشنا العربي المصطفوي".
من جهتها، قالت الإعلامية والخبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي نيفين العياصرة : بصوت عالٍ وبقوة مؤثرة شارك الملك عبدالله الثاني في الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية لأهلنا في غزة ليرسم لوحة من الفرح على وجوه أطفالها الذين يعيشون المعاناة والقهر جراء الصراع الدائر في المنطقة.
وأضافت بأنَّ هذا العمل الإنساني ليس بالغريب على بني هاشم الذين ساندوا ودعموا الفلسطينيين بالكلمة والفعل، وما زالوا يتجولون في هذا العالم لتحقيق العدالة والسلام لتعود فلسطين لأهلها.
وشددت على أن ما قام به الملك عبدالله الثاني وهو يشارك بالإنزال الجوي لأهلنا في غزة ليس مجرد لقطة إعلامية، بل هي رسالة قوية تؤكد التزامه الحقيقي ومشاركته الفعالة في البحث عن حل لإيقاف الحرب لتعيش الطفولة بسلام وطمأنينة، وعكست الإنسانية العظيمة لجلالته وقدرته على التواصل المباشر مع الناس وفهم احتياجاتهم الحقيقية.
وتابعت: وتندرج هذه المشاركة الإنسانية في إطار جهود المملكة الأردنية الهاشمية المستمرة لدعم الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم، فقد شهدنا في السنوات الأخيرة عددًا من المبادرات الإنسانية المهمة التي قام بها جلالته، بما في ذلك تقديم المساعدات الطبية والتعليمية والاقتصادية للفلسطينيين ولم تكن هذه المبادرات وليدة اللحظة، إنما هي تضامن يعكس عمق الروابط بين الأردن وفلسطين، ويعزز العلاقات الإنسانية القوية بين الشعبين.
وأضافت أن ما شاهدناه في ملامح أطفال فلسطين ما كان الإ جزءا مما يريد الملك إرساله، ليؤكد أنه بجانبهم ومعهم قلبا وقالبا. ولنتذكر دائمًا أن التضامن الإنساني والتعاون الفعال هما السبيل الوحيد لبناء عالم أفضل، وأن قادة مثل جلالة الملك عبدالله الثاني هم الذين يسلكون هذا السبيل بقوة وإخلاص.
وفي السياق ذاته، قال رئيس بلدية مادبا الكبرى، عارف الرواجي، إن هذه الرسالة الهاشمية مهمة للاحتلال، وتؤكد رفض التهجير القسري للسكان واستمرار إدخال المساعدات الانسانية لغزة.
وأعرب عن فخر الأردنيين بقيادتهم ومليكهم العربي فهذا الموقف الشجاع ليس بغريب على عطاء وجهود ووفاء الهاشميين وحرصهم الأكيد على خدمة الأشقاء في فلسطين وغزة .
أما أخصائي الأطفال الدكتور محمد حميدي فقال:" شكرا لقواتنا على الإنزالات الجوية التي صارت اليوم في القطاع، مهما عملنا، نرى دور الأردن أكبر، شكرا من جديد لكل واحد لبى نداء القطاع".
من جانبه، قال الناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي محمد وديان :"كلنا فخر بتوجيهات جلالة الملك للقوات المسلحة - الجيش العربي لتنفيذ إنزالات جوية إغاثية لأهل غزة، حيث نفخر بأردننا الغالي وبوركت هذه الجهود نُصرةً لأهلنا في غزة العزة".
أستاذ الإعلام الرقمي في جامعة الشرق الأوسط، الدكتور محمود الرجبي، أشار إلى أن هناك ردود فعل إيجابية في منصات التواصل الاجتماعي حول الإنزال الجوي الأردني بمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني، موضحا أن هذه الردود كانت في مجالات عديدة، فهي تتحدث عن الجهود الأردنية الاستثنائية من أجل دعم أهلنا في غزة بإيصال المساعدات إليهم؛ مما يسهم في تقليل آثار الحصار الظالم الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، وأيضا هناك من أشاد بهذه الجهود، واعتبروا أن ذلك يأتي من المنطلق العروبي الذي أسست عليه الدولة الأردنية، وهو المنطلق الذي يعبّر عن وحدة الدم بين الأمة العربية بمختلف أقطارها، في الوقت الذي أشار فيه آخرون إلى أن طبيعة المجتمع الأردني تفرض عليه دائما أن يتفاعل ويتعاطف مع قضايا أمته.
وبين أن ما يجري عبر صفحات التواصل الاجتماعي يأتي في سياق التفاعل الدائم مع القضية الفلسطينية من قبل الأردن على مستوى جلالة الملك وجلالة الملكةرانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وأيضا من خلال الحكومة والشعب الأردني الذي يعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضيته المركزية التي لا ينفك عنها أبدا.
ومن خلال متابعة مواقع التواصل الاجتماعي فإن هناك إشادة كبيرة جدا، لدرجة أن أهلنا في غزة يصفون الأمر بأنه "إغاثة من السماء"، بمعنى أنهم ينظرون إلى الجو، لتلقي هذه الإغاثة الأخوية لتساهم في تخفيف معاناتهم.
وقال بيان صادر عن القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي إن مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني تأتي تأكيداً على استمرار الأردن في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، لإيصال المساعدات بكل الطرق المتاحة لأهالي غزة.
وأقلعت من العاصمة عمان 6 طائرات من نوع C130 منها 3 طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، و3 طائرات أخرى (إماراتية ومصرية وفرنسية)، كجزء من عملية المساعدات الإنسانية الهادفة إلى التخفيف عن أهالي القطاع، ضمن جهد دولي بمشاركة دول شقيقة وصديقة.
وكان جلالة القائد الأعلى تابع بشكل مباشر مراحل تجهيز وتحميل الطائرات قبيل إقلاعها من قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية.
واستهدفت هذه الإنزالات إيصال المساعدات للسكان بشكل مباشر من خلال إسقاطها على ساحل قطاع غزة، في عملية تمت بدون أجهزة توجيه للمظلات، واضطرار الطائرات للتحليق على ارتفاعات منخفضة.
وتحتوي المساعدات التي جرى إنزالها على مواد إغاثية وغذائية ومن ضمنها وجبات جاهزة عالية القيمة الغذائية، للتخفيف من معاناة الأهل في غزة جراء ما يتعرضون له من أوضاع صعبة.
وتم تخصيص إحدى الطائرات للمستشفى الميداني الأردني الخاص/2 جنوب قطاع غزة، والذي يعاني من نقص حاد في المواد الأساسية، إذ جرى إمداده بالمواد الإغاثية والطبية والمستلزمات الصحية والوقود.
وتأتي هذه الإنزالات في إطار الدعم الدولي لدور الأردن المتواصل في توحيد الجهود لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة سواءً أكانت جواً أم براً، والذي يتطلب فتحاً للمعابر والمنافذ البرية لتكثيف عمليات إدخال المساعدات بشكل كاف ودائم.
--(بترا)