الطفل علي واخوته .. يناهضون الفقر عبر بيع المخللات
27-02-2024 03:56 PM
عمون - علي، طفل في مقتبل العمر (15 عاما) يحاول مناهضة الفقر عبر بيع المخللات التي تقوم اخوته بإعدادها ووضعها داخل المرطبانات، ومن ثم عرضها على (بسطة علي للمخللات) في احدى الحارات القريبة من شارع الجامعة الأردنية.
الطفل علي قال لـ عمون، إنه توجه إلى هذه المهنة وهو في عمر الـ 13 عاما أي قبل عامين، لأنه يشعر بالمسؤولية اتجاه اخوته البنات ووالدته بعد مرض والده وعجزه عن الحركة، وأضاف: "أنا ابيع المخلل غالبا خلال العطلة الصيفية حتى لا تتأثر دراستي، والمخلل الذي ابيعه يعده أهلي وهو نظيف وطعمه لذيذ".
ويضاف علي الذي يقف على اعتاب بسطته منذ الصباح الباكر، أنه يحاول تخفيف اعباء الحياة عن والدته التي توجهت للعمل في تنظيف البيوت لتقوم بتوفير مستلزمات الحياة له ولاخوته، ولتتمكن من دفع ايجار منزلهم وفواتير المياه والكهرباء رغم تلقي والده بعض المساعدات من الجهات المعنية، إلا أن صعوبة الحياة وغلاء المعيشة تحتاج لتكاثف الايدي على حد قوله.
علي الذي يسعى جاهدا أثناء حديثه للحفاظ على ثباته وعدم الذهاب خلف عواطفه، يقول إن: "الرزق على الله"، اذ يجلس أمام بسطته ما يقارب الـ 6 ساعات يوميا ويحاول ان يقنع المارة بالشراء منه عبر السماح لهم بالتذوق.
ولدى علي 3 اخوات أكبر منه سنا ويحاولن مساعدته على بيع المخلل عبر تنظيف المرطبانات والتأكد من صحة وسلامة الخيار قبل بيعه ومن ثم اختيار الحجم المناسب للخيار، والذي يلقى قبولا من قبل الزبائن، ومن ثم اتباع الخطوات الاعتيادية في صنع المخلل، إلا أن ما يميز هذا المخلل عن غيره بحسب وصف علي "أنه صنع بحب" وأن سعره زهيد إذ انه لا يخضع لأي أجور مضافة.
وأوضح أنه يعتمد على بيع المخلل كمصدر مالي يعتبر جيدا لعائلته خلال فصل الصيف، فما يخرج من بيع البسطة ومن تنظيف البيوت ومساعدة أهل الخير يحول دون طردهم من منزلهم، إضافة إلى توفير احتياجاتهم الرئيسية، إذ يقول علي: "حالنا أحسن من غيرنا، في صحة ومش ميتين من الجوع، الحمدلله".
علي الذي يدرس في الصف العاشر، يقول إن معدله المدرسي يُقدر بالجيد جدا، ولكنه يسعى لرفعه مستقبلا بهدف الحصول على منحة دراسية لمرحلة البكالوريوس، ويضيف: "بروح على المدرسة على الموعد ومنضبط فيها وما بعمل أي مشكلة، ويا رب أكون من الأوائل".
اخيرا، كشف علي لـ عمون عن بعض المشاكل التي تواجهه خلال عملية البيع، أبرزها منعه من وضع بستطه في الشارع من قبل الجهات المعنية، والتشكيك بنظافة المنتج او صحته، كونه يباع في الشارع وليس داخل محل تجاري.