عمون - عبدالله مسمار - في الوقت الذي وصلت فيه مساعدات أطفال الأردن إلى الأهل في قطاع غزة، عجز العالم عن إدخال صندوق واحد بغير تفتيش وموافقة الاحتلال الاسرائيلي.. فكسر القرار الملكي حصار الجوع الغزي بإيدي الجيش العربي الأردني.
"وصل المدد من النشامى" هتف الغزيون، فدمعت عيون الأردنيين، هي مجرد وجبات جاهزة للأكل، القت من السماء، فحطت على الأرض ورويت بماء بحر غزة، فأنبتت فرحا في قلوب الملايين، وطمأنينة بأن الأردن إلى جانبنا، ولن يقف مكتوف الأيدي..
هي ليست شعارات.. الملك قال للرئيس الأمريكي "لن نقف متفرجين" وصار القول فعلا، فاقلعت الطائرات بوضح النهار، محملة بعشرات الصناديق، وفي كل صندوق عشرات الطرود وداخل كل طرد عشرات الوجبات، ومواد اغاثية وتموينية، تغيث محاصرين في رفح المهددة باجتياح اسرائيلي قريب، ونازحين في الشمال لا يجدون قوت يومهم، لتكون شريان حياة لاولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه..
بعفوية هتف أطفال غزة "أردن أردن أردن"، فسأل سائل: كيف عرفتم أنها الأردن والطائرات في الجو بعيدة؟.. وجاء الرد سريعا بأن لا يفعلها غير الأردنية.. قلت حقا يا فتى لم يفعلها غير النشامى فيما يقف العالم بأسره "متفرجين"..
ما يقوم به الأردن لا يقتصر على نصرة فلسطين في المحافل الدولية، ولا يكتفي الأردن بالحديث، بل يقوم بفعل لم يضاره فيه أحد، ولا حمل لأحد أن يقوم بدوره، ولكن ماذا فعل العالم؟
اجتمع الزعماء ام لم يجتمعوا.. قرروا ام لم يقرروا.. اتفقوا على هدنة ام لم يتفقوا.. فتحوا المعابر ام اغلقوها.. نجح مجلس الأمن ام فشل.. حكمت العدل الدولية أم لم تحكم.. بفيتو أمريكي ام بدون.. ترك الأردن الكاميرات وذهب إلى الميدان فإغاثة جائع لا تحتمل التصريحات..
المشهد في غزة كان احتفال جماهيري.. أبحر الصيادون نحو الصناديق، وانتظر الغزيون بلهفة على الشاطئ، ضحكات وابتسامات على وجوه الصغار والكبار لم تر مذ خوت بطونهم جوعا.. اشفت غليل الأردنيين بأن وطنهم حي لا ينام على ضيم مستجير.