الحكومات العربية والذكاء الاصطناعي
صالح سليم الحموري
27-02-2024 09:31 AM
شهدت القمة العالمية للحكومات 2024 مناقشات مهمة خلال "منتدى الإدارة الحكومية العربية" بدورته الثالثة، حيث تم تسليط الضوء على متطلبات وتحديات توظيف "الذكاء الاصطناعي" في تعزيز منظومة الإدارة الحكومية العربية. الاجتماع، الذي عقد بالشراكة مع "المنظمة العربية للتنمية الإدارية" في جامعة الدول العربية، شهد حضور وزراء التطوير الحكومي والتنمية الإدارية والخدمة المدنية من مختلف الدول العربية، إضافة إلى نخبة من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال.
أكد المشاركون على أهمية تكثيف جهود التنسيق العربي الحكومي وتبادل الخبرات لتطوير الأنظمة والخدمات الحكومية. وأشارت المناقشات إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة فعالة لتعزيز الإنتاجية والكفاءة والسرعة، وأن الحكومات المُمكَنة بقوة الذكاء الاصطناعي والبيانات تمتلك مقومات الجاهزية للمستقبل.
تمت الإشادة بجهود "دولة الإمارات" في تعزيز العمل العربي المشترك ومشاركة خبراتها في مجال تمكين الحكومات بالتكنولوجيا المتقدمة. وتم التأكيد على أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في منظومة الإدارة الحكومية العربية كأحد محركات التنمية ومواكبة تحولات المستقبل.
أكد المشاركون على أهمية تعزيز زخم التعاون العربي في مجال العمل الإداري الحكومي وتطوير الإدارة والخدمات الحكومية لخدمة المجتمعات وتعزيز جاهزية الحكومات العربية للمستقبل. كما شددوا على ضرورة تبادل الخبرات لتطوير الأنظمة والخدمات الحكومية، والعمل على تطوير مبادرات مشتركة تهدف إلى تعزيز جاهزية الحكومات العربية للمستقبل ومواكبة متطلبات العصر على المستوى الإداري.
الاجتماع يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق "التكامل والتنسيق" بين الدول العربية في مجال الإدارة الحكومية. إن التركيز على الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز "الإنتاجية والكفاءة" يعكس الاهتمام المتزايد بتوظيف التكنولوجيا المتقدمة لتحسين الخدمات الحكومية وتطوير الأنظمة الإدارية.
من الضروري تحفيز تبادل الخبرات والتجارب في مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي في الإدارة الحكومية، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لتطوير منظومات الإدارة الحكومية العربية وتحقيق التكامل التكنولوجي. يجب أيضًا دعم البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في القطاع الحكومي، بالإضافة إلى تعزيز القدرات البشرية وتطوير المهارات اللازمة لتوظيف الذكاء الاصطناعي بفعالية في الإدارة الحكومية. ومن الأهمية بمكان وضع استراتيجيات وطنية وإقليمية شاملة لتحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الحكومية وتحسين الأداء الإداري، وضمان سيادة على الذكاء الاصطناعي.
ان الاهتمام المتزايد بدمج الذكاء الاصطناعي في منظومة الإدارة الحكومية العربية يمثل فرصة كبيرة لتحقيق التحول الرقمي وتعزيز الكفاءة والفعالية في القطاع الحكومي. من خلال التعاون والتنسيق بين الدول العربية وتبادل الخبرات والمعرفة، يمكن تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال وتعزيز قدرة الحكومات العربية على مواجهة التحديات المستقبلية وتلبية تطلعات المجتمعات.
*خبير التدريب والتطوير – كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية