من أعجب العجب أن ينصفك ويشيد بك وبمواقفك من يفترض بأنه عدوك أو مناصر لعدوك.. ومن أظلم الظلم أن يشكّك بك من يفترض بأنه الأقرب الى المشهد والى حقيقة مواقفك.. وهنا أشير تحديدا الى الاشادات الكبيرة من الاعلام الامريكي بمختلف مكوناته، وبتغريدات ناشطين امريكيين تعليقا على كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه الرئيس الامريكي جو بايدن مؤخرا في مستهل زيارة شملت ايضا كندا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ضمن جهود ولقاءات واتصالات «مكوكية» يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في سبيل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة -ليس منذ 7 اكتوبر/تشرين الاول فحسب -بل ومنذ تولى جلالته سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الاردنية الهاشمية حيث كانت ولا زالت وستبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الرئيسة للاردن، وكما قالها جلالته وبكل وضوح: «ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس».

المتابع المنصف للموقف الاردني تجاه الاشقاء في غزة وتحديدا منذ 7 اكتوبر يجد بأن لا أحد يتقدم على الموقف الاردني بكل تفاصيله (قيادة وحكومة وشعبا وبرلمانا وجيشا).. والذي نستعرض جانبا منه احقاقا للحق:

1 - الاردن ومنذ بدء الحرب على غزة كان الاسرع بالتصريح عن موقفه المنحاز والمنصف للاشقاء في غزة وفلسطين والرافض لكل سرديات الروايات والافتراءات الاسرائيلية والغربية، معلنا موقفه الثابت والداعي الى:(وقف فوري للعدوان على غزة-ايصال المساعدات الانسانية -ورفض قاطع لكل مخططات التهجير).

2 - عشرات -إن لم تكن مئات- الاتصالات اجراها جلالة الملك مع قادة وزعماء الاقليم والعالم في مساع حثيثة لوقف الحرب وادخال المساعدات.

3 - جولة فورية بعد اسبوع من بدء الحرب الى عواصم صنع القرار في اوروبا لاسماع زعمائها صوت العقل والحكمة وفي مواجهة الادعاءات والمزاعم الاسرائيلية.. تلتها جولة عربية ولقاءات مع قادة دول خليجية شقيقة.. واكثر من لقاء واتصال اردني مصري بين جلالته والرئيس المصري.. واكثر من لقاء واتصال مع الرئيس الفلسطيني.. ومشاركات في مؤتمرات عربية واقليمية وعالمية في ثلاث قارات، كانت المطالبة بوقف فوري للعدوان وادخال المساعدات يتصدر خطابات وكلمات ومباحثات جلالته.. وأخيرا لقاء بين الملك والرئيس الامريكي جو بايدن هو الاول بين الرئيس الامريكي وزعيم عربي منذ بدء العدوان على غزة، مرورا بجولة لدول كندا وبريطانيا وفرنسا والمانيا.. علاوة على مقالات ولقاءات عبر كبريات وسائل الاعلام الغربية وفي مقدمتها «الواشنطن بوست».

- هذا بالاضافة لمشاركة جلالته شخصيا بايصال المساعدات بانزال جوي، في خطوة لم يفعلها أي زعيم في العالم.

4 - دور إعلامي كبير ومؤثر لجلالة الملكة رانيا العبدالله بدحض الرواية الاسرائيلية والسردية الغربية بمقابلتين على «CNN» لا زال صداهما يزعج العدو الاسرائيلي والغرب الداعم له بعد كشف القناع عن المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين وأكاذيب حقوق الانسان والقانون الدولي وحقوق المرأة والطفل.

5 - جهود ومتابعة ومثابرة سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني في الملف الانساني والمتابعة الشخصية من سموه لايصال المساعدات، وقد رافق احداها شخصيا الى مطار العريش.
6 - سمو الاميرة سلمى بنت عبدالله الثاني شاركت في الانزال الخامس للمساعدات على المستشفى الميداني.

7 - دور القوات المسلحة الاردنية في الانزالات للمساعدات الاردنية، واخرى بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة على المستشفى الميداني، اضافة للمستشفيات الميدانية الجديدة التي أقيمت في غزة والضفة الغربية، والمساعدات الغذائية التي قررتها الحكومة للأهل في الضفة الغربية.

8 - دور الدبلوماسية الاردنية الواضح وضوح الشمس في المحافل الدولية من خلال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والجهد الاردني الذي نتج عنه تصويت 153 دولة في الجمعية العمومية للامم المتحدة مع قرار وقف العدوان الاسرائيلي وادخال المساعدات.

9 - من يزاود على موقف الاردن الذي سحب سفيره من تل ابيب ورفض عودة السفير الاسرائيلي؟

10 - من يزاود على موقف الاردن الذي قرر مجلس نوابه اعادة دراسة الاتفاقيات مع اسرائيل؟

11 - الأردن أوقف تماما اتفاقية الماء مقابل الكهرباء مع الكيان الاسرائيلي.

12 - الاردن في مقدمة مؤيدي رفع دعوى الابادة الجماعية ضد اسرائيل في محكمة العدل الدولية، وقدّم مرافعته أمامها باقتدار الخميس الماضي.

-المواقف عديدة، وهذا غيض من فيض، ودفع ويدفع الاردن ثمنا كبيرا بسببه من خلال فتح جبهات حرب ضد عصابات المخدرات على الحدود الشمالية هدفها زعزعة أمنه وأمانه واشغاله عن نصرة القضية الفلسطينية.

13 - خلاصة القول: فإننا نعيد التذكير بكل ذلك، رغم أن «الشمس لا تغطى بغربال»، لكن علينا جميعا أن نعي تماما بأن محاولات التقليل أو التشويه أو التضليل لمواقف الأردن تجاه الاشقاء والاهل في غزة وفلسطين، هي محاولات بائسة ويائسة هدفها اضعاف الاردن لان قوته قوة للأردن وفلسطين وللامة العربية والاسلامية بل وللانسانية جمعاء.


الدستور