تبنّى سموّ ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله، اطلاق مجموعة من المبادرات التي تعنى بالشباب والرياضة، و من أبرز هذه المبادرات: ومبادرة جامعة الحسين التقنية، وحَقِّق، وقُصَيّ، وسمع بلا حدود، ومبادرة مختبر التصنيع (FABLAB) ، وتحصين، ونوى و مبادرة مسار . وتهدف هذه المبادرات إلى دعم الشباب وتطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم وتعزيز دورهم ومشاركتهم في صنع القرار . ويقول سموه في هذا المجال: "نحن لن نسمح لأيّ تيار بأن يجرفنا، فالخيار بأيدينا. ما يريده الشباب العربي هو ذاته ما يريده أقرانهم في كل مكان.. يريدون فرصاً عادلة.. يريدون فرصة ليكون صوتهم مسموعاً وفرصة لإحداث التغيير". حيث يواصل سموه زياراته إلى المؤسسات الأردنية الحكومية والخاصة في كل انحاء المملكة، ويستمع إلى احتياجاتهم وأفكارهم واقتراحاتهم، حول كيفية مواصلة بناء الأردن وصولاً إلى المستقبل المشرق والمزدهر.
ومن اهم هذه المبادرات مبادرة "مسار" التي أطلقتها مؤسسة ولي العهد كخطوة مهمة نحو تعزيز روح الابتكار والتطوير التكنولوجي في المملكة. فهذه المبادرة ليست مجرد مشروع فضائي، بل هي عبارة عن رؤية طموحة لتمكين الشباب الأردني من التفوق في مجالات الهندسة وعلوم الفضاء والابتكار التكنولوجي.

وجاءت هذه المبادرة بدعم مباشر وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله، وتنسجم هذه المبادرة مع ايمان سموّه بضرورة تسخير طاقات الشباب الأردني المبدع وتوفير الفرص التي تمكّنهم من تحقيق آمالهم وطموحاتهم". وتهدف الى الهام الشباب الاردني واعطائه فرصة لإظهار قدراته وابتكاراته في مجال التطبيقات الهندسية في علوم الفضاء وتشمل كل من تخصصات هندسة الميكانيك والاتصالات والحاسوب والالكترونيات وغيرها.


بنفس الوقت تهدف مبادرة "مسار" إلى إطلاق أول قمر صناعي أردني، وهو من نوع الكيوبسات، والذي يُعتبر واحدًا من أصغر الأقمار الصناعية، بهدف الاستفادة منه في الأبحاث العلمية والتدريب التعليمي. ويأتي هذا المشروع الوطني الكبير ليعزز مكانة الأردن في مجالات الفضاء والتكنولوجيا الحديثة، ويشجع الشباب على الابتكار والتميز في تخصصات الهندسة والعلوم.

ويعكس دعم سمو ولي العهد الأمير الحسين لهذه المبادرة، ورؤيته الرائدة في تمكين الشباب وتوجيه طاقاتهم نحو تحقيق أعلى المستويات من الإنجازات. وإن رؤية سموه تنسجم مع روح المبادرة التي تعتمد على الابتكار والتطوير كمحرك للتقدم والتطور.

من جهة أخرى تعكس مبادرة "مسار" الجهود المشتركة بين القطاعين العام والخاص، حيث تشارك العديد من الجهات الداعمة في هذا المشروع الوطني الهام، من بينها الجمعية الملكية لهواة الراديو وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وشركة زين، وشركة FRV العالمية، إضافة إلى المركز الجغرافي الملكي ووكالة الإمارات للفضاء.
ومن المهم جداً التأكيد، أن إطلاق القمر الصناعي الأردني ليس مجرد حدث فضائي، بل هو جهد تعليمي وبحثي يهدف إلى تعزيز المعرفة والتكنولوجيا في الأردن، وكذلك ليكون مصدر إلهام للشباب الطموح لتحقيق أحلامهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

وحقيقة فان هذه المبادرة "مبادرة مسار" هي مبادرة جريئة و طموحة و غير مسبوقة ، تثبت مؤسسة ولي العهد وبتوجيهات صاحب السمو ولي العهد الامير الحسين التزامها بتعزيز الابتكار والتطوير في المملكة، وتشجيع الشباب على تحقيق إنجازات استثنائية تعزز مكانة الأردن عالميًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

وبالتالي من المتوقع أن يكون إطلاق القمر الصناعي الأردني حدثًا تاريخيًا يحمل في طياته الكثير من الفرص والتحديات، وبتوجيهات سمو ولي العهد ودعم الجهات المعنية، بحيث يمكن للأردن أن يحقق نجاحًا باهرًا في هذا المجال الحيوي.

هذا و سبق في عام ٢٠١٧ أن قامت مؤسسة ولي العهد بتنظيم لقاءاً مع رجال الصحافة والاعلام سلطت الضوء من خلاله على احدى مبادراتها المعنيّة بتعزيز روح الابتكار، وتحفيز الشباب والهامهم وفتح الأبواب أمامهم وهي "مبادرة مسار". وبيّنت المؤسسة والتي شارك فيها ممثلون عن مختلف وسائل الإعلام، ان مبادرة مسار يقوم على تنفيذها ١٧ طالبا وطالبة من مختلف كليات الهندسة في الجامعات الاردنية، ولجنة من الأكاديميين والاستشاريين وعددهم ٧، وتهدف إلى إطلاق أول قمر صناعي أردني، من نوع الكيوبسات، أحد أصغر أنواع الأقمار الصناعيّة والمخصص للأغراض البحثيّة والتدريبيّة التعليمية حيث سيحمل اسم .(JY1-SAT)

وتهدف مبادرة مسار إلى إعطاء الشباب الأردني الأمل بتحقيق أكبر الانجازات، وهي فرصة مميزة لإظهار قدراتهم وابتكاراتهم في مجال هندسة وعلوم الفضاء، من خلال هذا المشروع الوطني الكبير الذي يدخل الأردن في هذا المجال. حيث جاءت هذه المبادرة بهمة الطلاب الأردنيّين الأوائل الذين تدرّبوا لدى وكالة ناسا، وسيتم من خلالها توجيهم لاستكشاف هندسة الأقمار الصناعية من خلال البحث والتدريب على مراحل تصميم وتصنيع الاقمار الصناعيّة المصغّرة.

وللعلم فان هذه المبادرة بدأت من الطلاب الاردنيين المشتركين في الدفعة الاولى من برنامج التعاون مع ناسا حيث اقترح الشباب في حينها فكرة تصميم وإطلاق اول قمر صناعي أردني من نوع كيوبسات (أحد أصغر الاقمار الصناعية بحجم 10*10*10 سم مكعب)، وهي الفكرة التي وجّه ولي العهد سمو الأمير الحسين بدعمها وتبنيها.
حقيقة من المتوقع ان تأخذ هذه المبادرة الاردن الى مجال هندسة وعلوم الفضاء، حيث تتمثّل مهمة هذا القمر في بث صور عن اماكن سياحيّة وتراثية اردنية بهدف الترويج السياحي والاتصال اللاسلكي مع المحطات الارضية حول العالم.

وكما هو معلوم فإن مؤسسة ولي العهد تعمل ضمن أربعة محاور عمل رئيسيّة هي الريادة والابتكار، والتعليم التقني والمهني، والتطوّر والخدمة المجتمعيّة، والقيادة والمشاركة، وتعمل على تنفيذ عدد من المبادرات تحت كل محور من محاور العمل سابقة الذكر.

من هنا يحرص صاحب السمو ولي العهد الأمير الحسين حفظه الله على متابعة كل ما يرتبط بمستقبل الشباب في الأردن، وانخراطهم في المجتمع وحصولهم على التعليم والفرص الاقتصادية. وذلك انطلاقا من قناعته بأن الشباب يمكن أن يتفوقوا إذا ما أتيحت لهم الأدوات والوسائل المناسبة، وهو ما ظهر واضحا في مبادراته وبرامجه ونشاطاته الساعية للتواصل مع الشباب الأردني، حيث يدعو سموه إلى بناء جيل من الشباب الملتزم بخدمة المجتمع والعمل التطوعي.

*المدير العام :مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

muwaffaq@ajlouni.me