عندما طالبنا بانشاء مفاعل نووي عربي للطاقة السلمية من خلال تعاون اقليمي في اسيا العربية قالوا اننا نطلب المستحيل، وقلنا حينها ان المستفيد الاكبر من هذا المفاعل ستكون الدول العربية غير النفطية لان سعر الكهرباء سوف يحسب بالفلسات بسبب الكلفة الرخيصة الناشئة عن الاستعمال لاغراض الطاقة الكهربائية علما اننا لن نتهم بنفس التهم الموجهة لايران في موضوع التسلح النووي لسبب بسيط وهو اننا دول حليفة نعتمد على الخبرات والمعرفة الامريكية والغربية اضافة لعدم ممانعتنا الاشراف المباشر من قبل هيئة الطاقة الدولية.لماذا لا يتم انشاء مفاعل في مصر واخر في جنوب الاردن او شمال السعودية يخدم دول الشام والسعودية لغايات الاستعمال السلمي لهذه التكنولوجيا التي توفر علينا الكثير ماليا وتدعم جميع مؤسساتنا الاقتصادية وتجعلنا قادرين على المنافسة في الاسواق العالمية، بسبب توفر الطاقة الرخيصة والايدي العاملة المدربة الاقل كلفة.
لقد جاء حديث جلالة الملك يؤكد اهمية مثل هذا المشروع، ويحفزنا على البدء فورا بحوار مع الدول الاخرى التي يمكن ان تشاركنا او تساعدنا في هذا التوجه، خصوصا وان مثل هذا المشروع يفيد الدول النفطية ايضا لانه يوفر عليها اقتصاديا ولا ينافسها في اسواق البترول بسبب بقاء البترول هو المزود الرئيس للطاقة في العالم خلال هذا القرن كما يقول الخبراء.
ان الحديث في مصر عن اهمية الاستعمال السلمي للطاقة النووية والتفكير الاردني الجدي في اهمية هذا الموضوع يعني اننا بدأنا ندرك ان الاخرين لن يساعدونا اذا لم نساعد انفسنا وان بلدا مثل الاردن محدود الموارد سوف يخسر كثيرا لو استمر في اعتماده على النفط في ظل ارتفاع الاسعار الجنوني الذي سوف يحول القيمة الشرائية للدينار الى لا شيئ اذا بقينا متفرجين عاجزين عن الفعل.
اظن ان جلالة الملك قد اشعل شمعة في حديثه الاخير عندما اشار الى نية الاردن الاستفادة من الطاقة النووية لاغراض سلمية وعلى الحكومة ان تأخذ ذلك في خططها وبرامجها المقبلة اذا اردنا ان نفكر ونخطط لعشرة او عشرين عاما قادما بدل التفكير الموسمي الذي يرافق ميزانية الدولة التي تذكرنا كل عام بالخطر الذي نواجهة في العام التالي ونبدأ بكيل التهم والشتائم للحكوات وكأنها تملك عصا سحرية او مصباح علاء الدين ولا تستعمله...
الى متى نبقى نلعن الظلام كل عام ولا نضيء شموعا تنير لنا الطريق!!
يا دكتور مش أحسن نكون بلا مفاعل نووي .. لأن الأهبل ما راح يفرق بكره بين ايران والاردن.