في إطار القمة العالمية للحكومات 2024، تم إصدار تقرير جديد بالتعاون مع شركة "أكسنتشر"، يسلط الضوء على أهمية استخدام الجهات الحكومية للذكاء الاصطناعي التوليدي بطريقة أخلاقية ومسؤولة. التقرير، الذي يحمل عنوان "كيف يمكن للجهات الحكومية تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي عالية التأثير بشكل مسؤول؟"، يقدم توصيات استراتيجية لتخطي التحديات المرتبطة بدمج هذه التكنولوجيا في الخدمات الحكومية.

مع الاعتماد السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي"، يقترب مشهد الخدمات الحكومية من تحول جذري. الحكومات تتحمل مسؤولية إدارة هذا التحول بشكل أخلاقي، مع التركيز على تخفيف مخاطر النتائج غير الموثوقة، التحيزات، استبدال القوى العاملة، وحماية الخصوصية والأمن.

أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يحسن الخدمات الحكومية بشكل غير مسبوق، لكنه قد يحفز مخاوف مثل تقديم الخدمات بشكل متحيز وضعف الأمن الإلكتروني. وأكد على ضرورة الاستثمار في العمليات وتعزيز الثقافة وبناء المهارات اللازمة لنجاح الموظفين واستفادة الجهات من الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفقًا للتقرير، يرى 99% من قادة الجهات الحكومية أن البرامج والخدمات التي تدعمها نماذج الذكاء الاصطناعي ستعزز بشكل كبير الابتكار والإبداع في جهاتهم خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. كما شدد التقرير على أهمية ضمان موثوقية نتائج البيانات والدور الحاسم للتعاون الدولي في إدارة تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستوى العالم.

الجهات الحكومية لديها فرصة نوعية لترسيخ معايير الاستخدام المسؤول والمؤثر للذكاء الاصطناعي التوليدي، وأن التعاون الدولي يعد عاملاً حاسمًا في هذه المرحلة التحويلية.

التقرير يؤكد على دور قادة الجهات الحكومية في تحقيق التوازن بين الإنتاجية والكفاءة والتعامل مع المخاوف المشروعة من التأثير الذي قد تحدثه التكنولوجيا على الوظائف والمجتمع والإنسانية. ويتضمن تحليلاً للمناقشات العامة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي بعنوان "أسمعك وأفهمك"، يشير إلى اختلاف اهتمامات الجهات الحكومية عن الموضوعات التي تهم الأفراد.

نتائج التقرير استندت إلى منهجين من بحثين أساسيين: دراسة شملت عينة ضمت ما يفوق 400 رئيس ومدير تنفيذي في قطاع الخدمات الحكومية والحكومات الاتحادية في 34 دولة، وتحليل قارن بين اهتمامات المستخدمين واهتمامات الحكومات الاتحادية بموضوعات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

يعكس التقرير الصادر عن القمة العالمية للحكومات و"أكسنتشر" التزامًا واضحًا نحو تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي بطريقة مسؤولة وأخلاقية. يؤكد التقرير على الإمكانات الهائلة لهذه التكنولوجيا في تحسين الخدمات الحكومية وتعزيز الابتكار والإبداع. ومع ذلك، فإنه يبرز أيضًا التحديات المرتبطة بالتأثيرات الاجتماعية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي التوليدي.

التوصيات الاستراتيجية المقدمة في التقرير توفر إطارًا قيمًا للحكومات للتعامل مع هذه التحديات وتحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر. إن التركيز على الثقافة الأخلاقية، وبناء المهارات، والتعاون الدولي يعد أساسيًا لضمان استخدام مسؤول وفعال للذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع العام.

بشكل عام، يمثل التقرير خطوة مهمة نحو فهم أعمق لكيفية تبني الجهات الحكومية للذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل يعزز الابتكار ويحافظ على القيم الأخلاقية ويحمي المصالح العامة.

*خبير التدريب والتطوير/كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية