مصطفى العبادلة .. دكتور تودعه الجامعة
م . فواز الحموري
26-02-2024 12:26 AM
أوصى الأستاذ الدكتور مصطفى العبادلة أستاذ الكيمياء العضوية في الجامعة الأردنية أن تجوب جنازته أروقة الجامعة، وكان له ذلك حيث انطلقت جنازته من كلية العلوم تجوب جميع شوارع الجامعة الأم.
تذكرت المرحوم الأستاذ الدكتور مصطفى العبادلة وقد كان قسم الكيمياء في الجامعة الأردنية في فترة الثمانينات يضم كوكبة من أعضاء هيئة التدريس، وجب علينا أخذ مواد الكيمياء ضمن الخطة الدراسية والتعرف على أعضاء هيئتها التدريسية قبل النجاح واستكمال المواد الدراسية.
قامات كبيرة إلى جانب المرحوم د. مصطفى العبادلة كانوا من أسرة قسم الكيمياء في الجامعة الأردنية نذكرهم بالفضل ومنهم مع حفظ الألقاب: د. ربحي الزرو، د. سليم حداد، د. سليم صبري، د. ليلى عبد النور، د. فواز جميعان، د. عفيف صيام، د. كمال أبو داري، د. حمد الله الهودلي، د. أحمد قاسم، د. فواز الخليلي، د. محمود علاوي، د. مروان كمال، د. منار فياض،
د.موسى الناظر، د. موسى أبو زرقه، د. شبلي بيوك، د. محمد الزغول، د. عادل جرار، د. راضي حدادين، السيدة مها التوتنجي، السيدة أمل العابودي، الآنسة ملك القادري إلى جانب القامات في كلية العلوم وأقسام الرياضيات، الفيزياء، الجيولوجيا والمعادن، العلوم الحياتية، علم الحاسب الإلكتروني.
كنا نواجه صعوبة في مواد كلية العلوم وأقسامها ومختبراتها ولكن كانت العلاقة المميزة مع أعضاء هيئة التدريس فيها تركت العديد من الذكريات الطيبة وخصوصاً مع العديد من رموزها والذين انتقلوا لمناصب وزارية وجامعية في غير الجامعة الأردنية وممن ساهموا في مسيرة التعليم الجامعي باقتدار وتميز، وحتى أن بعض أعضاء هيئة التدريس في قسم الكيمياء في الجامعة الأردنية هاجروا للخارج وإلى جامعات دولية عريقة.
فضل المرحوم الأستاذ الدكتور مصطفى العبادلة البقاء في رحاب العلم والمعرفة وبعيداً عن المناصب والمواقع وبالقرب من البحث والدراسة والمختبر والمساهمة في رفد المجتمع بكوكبة من الباحثين كما كان يحب مناداتهم على الدوام.
لم يستغرق أستاذنا الراحل في العديد من المميزات ورفض العديد من العروض وظل محافظا على وعده بأن يظل سادنا للكيمياء والتي تعني الكثير من البحوث وإنارة درب المعرفة مثلما يتحول العنصر الكيميائي عند التفاعل وعند كتابة المعادلات وتدوينها ورموزها وبشكل لم يسبب له الصداع أبداً.
زاهد وعاشق لكل موقع في الجامعة وخصوصا قسم الكيمياء فيها ومعادلة الحياة التي تعني بكل بساطة التطلع إلى حكاية البحث العلمي وتحديداً في الكيمياء وفروعها وتخصصاتها التي انتقلت إلى كليات أخرى وفي جامعات جديدة.
فقدان عالم من وزن الأستاذ الدكتور مصطفى العبادلة رحمه الله مثل خسارة عنصر من الجدول الدوري والذي يشكل رسما للعطاء لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة الأردنية من جيل أستاذنا المرحوم والذين نفتخر بهم جميعاً.
اخترقت جنازة أستاذنا المرحوم كما أراد وأوصى أروقة الجامعة الأردنية التي أحب ودرس وبقي فيها عالماً مُؤلفاً وباحثا جاداً ورمزاً مخلصاً أميناً لمسيرة العلم والعرفان، نترحم عليه ومن سبقه من العلماء ونتمنى الصحة والعافية والعطاء ونبادلهم الوفاء بالوفاء كما جابت روح أستاذنا المرحوم وودعت الجامعة «الأم»، وكلياتها وأقسامها، وكل ركن شهد بفضل علمهم والأجيال الذين نهلوا المعرفة منهم والتخصص ودراية البحث دون كلل وملل.
ودع دكتورنا الجامعة ولكنه ما زال بين أروقتها علامة يشهد لها في عالم الكيمياء والعطاء، فإلى رحمة الله ومغفرته وفسيح جناته شيخ الأساتذة الكبير.
fawazyan@hotmail.co.uk
الرأي