في خطوة تمثل نقطة تحول في مجال "الذكاء الاصطناعي"، أعلن "معهد الابتكار التكنولوجي" في الإمارات العربية المتحدة، المؤسسة البحثية الرائدة عالميًا التي تهدف إلى توسيع آفاق المعرفة والبحوث العملية المتقدمة، عن إطلاق "مؤسسة فالكون غير الربحية". تقدم مؤسسة فالكون للذكاء الاصطناعي إطارًا جديدًا للتعاون العالمي والابتكار المفتوح في مجال الذكاء الاصطناعي. من خلال توفير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مفتوحة المصدر، تسعى المؤسسة إلى بناء منظومة عمل مستدامة للمشاريع ذات الصلة، مما يعزز مسيرة التطور التكنولوجي على مستوى العالم.

"مؤسسة فالكون" تجمع بين الجهات المعنية، المطورين، الأوساط الأكاديمية، والقطاعات ذات الصلة لدعم الجهود المشتركة واتخاذ القرارات بين المساهمين. تعمل المؤسسة على تعزيز الشمولية في تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال سفراء يمثلون مختلف الجامعات والشخصيات الفاعلة في المجال على مستوى العالم.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم المؤسسة في دعم جهود تخصيص نماذج فالكون وإيجاد الحلول في العديد من القطاعات، من خلال توفير منظومة متكاملة تضمن تكييف النماذج واستخدامها في مجموعة واسعة من التطبيقات. وتغطي قائمة الجهات المنتفعة من منح مؤسسة فالكون الشركات والمؤسسات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي المسؤول ومفتوح المصدر، مما يسهم في تقليص الاعتمادية على الموردين الخارجيين وضمان استمرارية الأعمال من خلال إتاحة الخيارات التكنولوجية المستقلة.

التزام مؤسسة فالكون بتوفير أنظمة المصادر المفتوحة والابتكار في الذكاء الاصطناعي يعكس المنهجية المتكاملة التي تتبعها أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة لتمهيد الطريق نحو مستقبل قائم على التكنولوجيا ودعم المجتمع الدولي في توطيد التعاون بين مختلف القطاعات من أجل تحقيق التطور المرجو في مجال الذكاء الاصطناعي.
قال سعادة فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: "يشهد عصرنا الحالي تطورًا سريعًا وواسعًا في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يبرز أهمية المبادرات الطموحة مثل مؤسسة فالكون في توجيه الجهود في هذا المجال الواعد وإرساء أسس الشفافية وإمكانية الوصول للجميع."

وبالاستناد إلى نماذج الذكاء الاصطناعي فالكون التي طورها فريق معهد الابتكار التكنولوجي، ستجمع المؤسسة مجموعة من الجهات المعنية والمطورين والأوساط الأكاديمية والقطاعات ذات الصلة للمساعدة في الجهود المشتركة والتعاونية واتخاذ القرارات بين المساهمين، مما سيساهم في تعزيز الشمولية في تقنيات الذكاء الاصطناعي والوصول إلى مرحلة السيادة في الذكاء الاصطناعي والمحافظة على البيانات ومساعدة الدول العربية وغيرها في بناء أنظمة لها في الذكاء الاصطناعي.

في الختام، يمكن القول إن مؤسسة فالكون للذكاء الاصطناعي تمثل بادرة عربية مهمة نحو تعزيز الابتكار المفتوح وتسريع التقدم التكنولوجي. من خلال توفير أنظمة مصادر مفتوحة ونماذج توليدية في متناول الجميع، تسهم المؤسسة في إرساء أسس التعاون العالمي والشمولية في مجال الذكاء الاصطناعي. يعد هذا النهج خطوة مهمة نحو تحقيق "سيادة تكنولوجية" و"تعزيز القدرات البحثية والتطويرية" في العالم العربي وعلى الصعيد الدولي. إن التزام مؤسسة فالكون بدعم الابتكار المفتوح وتعزيز التعاون البناء بين الجهات المعنية يؤكد على أهمية العمل المشترك والتكاملي في مواجهة التحديات التكنولوجية واستغلال الفرص المتاحة لتحقيق تقدم مستدام وشامل في عالم يتسم بالتغير المستمر والابتكار المتسارع.

*خبير التدريب والتطوير/كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية