حل الدولتيْن والأونروا (2-2)
د. عزت جرادات
25-02-2024 11:10 AM
*أزمة الأونروا: ما الأهمية؟
-النشأة:
تمّ إنشاء الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) بقرار (منظمة الأمم المتحدة) رقم -302- في 8/12/1949- أي بعد قرار التقسيم رقم -181- المعروف، وكانت الغاية من ذلك توفير أو تقديم الخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين (10%) من الموازنة السنوية للأونروا، والخدمات الصحية (18%) والتعليمية (54%)، والخدمات التشغيلية (18%).
وذلك حتى تطبيق قرار (حق العودة، والتعويض) لأولئك اللاجئين الفلسطينيين في موازنة تبلغ مليار دولار أو أكثر قليلا ولم تكثرت إسرائيل آنذاك بذلك القرار، بل اتجهت إلى جلب واستيراد اليهود من الشتات إليها، وكان البدء الأكبر في اليهود في الدول العربية.
وقد وصف (آفي شلايم) في كتابه الأخير (ثلاثة عوالم) دور المنظمة الصهيونية السرية في العراق في إدخال الهلع والرعب بين اليهود لدفعهم إلى الهجرة إلى إسرائيل حيث تمّ رفد اسرائيل بنصف مليون يهودي، وكانت إسرائيل بالحاجة الحادّة لمزيد من السكان.
*تجاهلت إسرائيل حق العودة والتعويض وبدأت الأونروا تزرع المخيمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي الأردن وسورية ولبنان، ومازال ذلك المشهد في مخيلتي وجيلي من طلبة مدرسة اربد الثانوية، حيث الخيام الرمادية نُصبت شمال (تل إربد) في مساحة زراعية واسعة، وكنّا ننزل إليها قبل ملئها الأول ونتحسّر كيف سيعيش اللاجئون فيها.
وبدأت الأونروا تقديم خدماتها (1/5/1950) بانتظار العودة والتي هي أشبه بعودة المخلّص- أو – بانتظار غوتو- المسرحية المشهورة
Waiting for Godat Samuel Becket
وخلاصتها: التفكير في حال انتظار دائم.
*الأزمة والحل؟
-وجدت أزمة الأونروا مع بدء إنشائها: منظمة دولية منبثقة من منظمة الأمم المتحدة بلا موازنة، فقد ترك القرار تمويلها من الدول المانحة، وهذا يعني أنها تظل في مهب الريح. جاء التمويل تأتي الخدمات، وتأتي أهمية بقاء الأونروا: أنها الرمز الوحيد لبقاء حق العودة والتعويض، فإذا انتهت، قد تؤول خدماتها إلى (مفوضية اللاجئين لدى الأمم المتحدة) والتي من أهم مهماتها تسهيل توطين اللاجئ حيث هو، أي في البلد الذي لجأ إليه، وذلك يعني ببساطة قتْل أو ما يعرف بحق العودة للفلسطينيين.
أما اذا استمرت الأونروا في خدماتها، فسوف تظل أداة سياسية للضغط على الفلسطينيين لمواقف سياسية كما حصل مع الرئيس السابق الأمريكي ترامب، وكما تداعت معظم الدول الغربية في تعليق التمويل للأونروا، استجابة لنتنياهو- بايدن (أي السياسة الإسرائيلية- الأمريكية).
*الحل:
أن الحل الوحيد والشرعي للازمة هو العودة إلى الهيئة العامة للأمم المتحدة، ومطالباتها بأن تكون موازنة الأونروا بنداً من بنود الموازنة العامة للمنظمة ليكون وجودها مرتبطاً بالمنظمة الأم بشكل أمْتَنْ.
فهل يمكن للمنظومة العربية والمنظومة الإسلامية أن تبادرا لتحقيق ذلك؟.