على منبر العدل الدولية .. انتصار أردني لفلسطين
نيفين عبد الهادي
25-02-2024 12:31 AM
حقائق وحشية، ومعلومات خطيرة، وواقع مؤلم وضعه الأردن أمام محكمة العدل الدولية، لما يحدث على الأراضي الفلسطينية وتحديدا في قطاع غزة، وما يتعرض له أهلنا في هذه البقعة الصغيرة من جغرافيا العالم من مجازر وكوارث وحرب إبادة وحرب تجويع وتعذيب واعتقالات وتنكيل بالمعتقلين، وغيرها من بشاعة ما يحدث، وضعها الأردن على طاولة أكبر محافل العدل في العالم بلغتهم وبالأدلة والإثباتات وحتى بالقصص الحقيقية واشخاصها.
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ترأس نهاية الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الخميس، وفد المملكة الأردنية الهاشمية لتقديم مرافعة المملكة الشفوية أمام محكمة العدل الدولية بخصوص الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة بموجب القرار رقم 247 / 77 والذي صدر بتاريخ 30 كانون الأول عام 2022 بشأن «الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية»، وقدّم معلومات هامة وحقائق حتما ستجعل من القادم يحمل قرارات هامة بشأن الجرائم الإسرائيلية في فلسطين وتحديدا في غزة، مقدّما تفاصيل تجرّم الاحتلال بشكل واضح، كونها تضمنت أدلة واثباتات هامة ومن ميدان الحقيقة الفلسطينية.
الصفدي، في مرافعته ركّز على ما يشهده الأهل في غزة من حرب إبادة ومجاعات واعتقالات وتعذيب، والأهم أن هذه الحرب لم تترك طفلا ولا نساء ولا رجالا إلاّ ونالت منهم ومن حياتهم، لتقضي حرب الاحتلال على غزة على أٌبرياء إمّا بقذائفهم أو بردا أو جوعا، أو تعذيبا، التعذيب الذي أشار له الصفدي بجزئية هامة جدا بأنه جسدي وعقلي، ليكشف عن حقائق هامة وجوهرية، مكمّلا بذلك سياسات الأردن وثوابته بوقوفه مع الأهل في غزة والضفة الغربية وقفات حقيقية، يوصل الحقيقة والحق الفلسطيني للعالم ويصرّ بل ويناضل من أجل إيصال الحقيقة وإحقاق الحق.
وفي رسالة هامة من الصفدي في كشفه عن بشاعة ما يحدث في غزة، تحدث عن الطفلة هند ابنة الست سنوات، وقال (أمضت أياماً محاصرة في سيارة مع جثث أقاربها المتحللة. وصلها المسعفون أخيراً. جيش الاحتلال قتلهم، وقتل هند. الوحشية التي عذبت هند وقتلتها واقع دائم تحت الاحتلال)، مقدّما هند دليلا حيّا وقريبا لوحشية الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة انهائه ومحاسبته، فلم يترك الصفدي كلماته دون سطرها الأخير الذي يتضمن الحل، حيث قال (لا بد لهذه الوحشية أن تنتهي. احكموا بأن هذه الوحشية يجب أن تنتهي. احكموا بأن الاحتلال مصدر الشر كله، ويجب أن يزول)، صوت الأردن جاهر به الصفدي ووضعه أمام محكمة العدل العليا مطالبا بأن ينتهي الاحتلال وأن يزول، ففي بقائه بقاء للشر والدمار والهلاك، والعذاب والظلم لمنطقة تعاني اليوم من مجاعة لم تعشها أي دولة ولا شعب في العالم، لإصرار الاحتلال على منع الغذاء والشراب والدواء وكل وسائل الحياة عنهم.
إلى جريمة استشهاد هند، وغيرها من أطفال وأبرياء غزة، كشف الأردن حقيقة الاحتلال الإسرائيلي وبشاعة ما يحدث في غزة، متطرقا لواقع الاستيطان والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية والمصلين والشيوخ ورجال الدين، والتغيير الديمغرافي في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتدمير الإرث التاريخي والحضاري، ومصادر الأرض الفلسطينية؛ وطرد الفلسطينيين من بيوتهم وحقولهم وقراهم ومدنهم، وغيرها من جرائم الاحتلال بتأكيد على رسالة الأردن التي طالما نادى بها وتعمل عليها بأن يعمّ السلام، فهو مفتاح لكل ما يحدث هو حق للفلسطينيين كغيرهم من شعوب الأرض.
وكما هي الرسالة الأردنية بعدما وضع العالم أمام بشاعة الاحتلال، أعاد التأكيد على أهمية السلام، الذي لن يتحقق ما لم تتم إزالة الاحتلال، وتلبية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، عبر تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967، في ذلك سلام حقيقي وعادل وحقّ يجب أن يناله الفلسطينيون ، فهو الأردن ينتصر لفلسطين كما هو دوما.
الدستور