يواجه الأردن تحديات ثابتة ومنها ما هو متغير بطبيعة الحال بما يستجد على ارض الواقع من مؤثرات داخلية وإقليمية ودولية تفرض إعادة ترتيب سلم أولويات التحديات من وقت الى اخر ويبقى الأمن القومي بكافة أبعاده الداخلية والخارجية في المقام الأول ومن ثم ندرة المياه والجفاف والبطالة والفقر والمخدرات و قلة المصادر الطبيعية والنفط والغاز والميزانية المثقلة بالديون وارتفاع الدين العام والتركيبة السكانية نتيجة الهجرة القصرية وما ترتب عليها من أعباء إضافية جسيمة على الدولة والمحافظة على الهوية وعلى الوحدة الوطنية والتنمية ومسيرة الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وتداعيات القضية الفلسطينية جميعها تمثل أبرز هذه التحديات،

ومن منظوري الشخصي لمعظم هذه التحديات
الأمن القومي اَضع دوما في مقدمة الحلول التماسك الداخلي والوحدة الوطنية والمواطنة الفاعلة وترسيخ قيم الانتماء التي تبدأ من دور الأسرة والمدرسة في زرع القيم الإيجابية ومن خلال المناهج التربوية وتفعيل التربية الوطنية وترسيخ مفاهيم الأمن القومي الداخلي والخارجي فالجميع شريك في حماية الوطن،

وفي الفقر والبطالة ضرورة توعية الطلاب بحاجة السوق وربطه بمخرجات التعليم وتوسيع شريحة الطبقة الوسطى التي هي صمام الأمان الاجتماعي من خلال المزيد من المشاريع الانتاجية ودعم المنتج الوطني وتمويل المشاريع الصغيرة وجذب المستثمر وتشجيعه ودور أوسع لمشاركة القطاع الخاص وتقليل العمالة الوافدة بما سيصب في الاقتصاد الوطني وينعكس ايجابا على تخفيض البطالة والفقر،

وفي آفة المخدرات التي تجد لها بيئة خصبة أينما وجدت البطالة والفقر، فالحلول لهم ستنعكس مباشرة على جهود مكافحة هذه الأفة ودور الاسرة والمجتمع بالتوعية المنزلية والمدرسية ومنابر المساجد والاعلام والأحزاب بجهد وطني متواصل.

وفي مسيرة الديمقراطية والحريات وحرية الاعلام والعدالة الاجتماعية تكون الأولوية هي كسب ثقة المواطن من خلال قنوات التواصل المستمر بين المواطن والمسؤول وتفعيل دور الإعلام والأحزاب في نشر قيم الديمقراطية ودور الدولة في ترسيخ العدالة وسيادة القانون والنزاهة في الانتخابات البرلمانية المقبلة وشفافية التعيين والتوعية بقيم الديمقراطية والاعلام المسئول.

وفي نقص المياه والغاز والطاقة وارتفاع تكلفتها والتي تعد الكثافة السكانية وتدني نسبة هطول الامطار للري والزراعة والصناعة تمثل أبرز تحدياتها فيجب الاستمرار في التوعية في الاستخدام الأمثل لهما والاستثمار في مشاريع البنية التحتية من التحلية وحفر أبار جوفية وتحديث الشبكات وحفظ المياه في سدود وأحواض مائية وحفر برك حصاد مائية،
وزيادة مشاريع الطاقة المتجددة الشمسية والرياح لإنتاج الطاقة واستخراج الصخر الزيتي والمشاريع المشتركة مع دول الاقليم.

وفي القضبة الفلسطينية قدم ويقدم الاردن بقيادته الهاشمية وجهود جلالة الملك الموصولة والاردن الرسمي والشعبي الكثير الكثير ومواقفه ثابتة و واضحة في حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ودعم حل الدولتين ومنع التهجير القصري ويمكنني الشرح المفصل في ذلك بعشرات الصفحات.

لن تأتي النتائج في ليلة وضحاها ويتطلب منا جميعا الدواة وشراكة القطاع الخاص العمل المتواصل في بيئة مستقرة أساسها الأمن والأمان.

الأردن ليس في معزل عما يدور في العالم فلقد عانى من الحرب السورية والحرب العراقية وما ترتب على فايروس كورونا وتأثر بارتفاع الأسعار العالمية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا ويتأثر بكل ما يحدث في الآراضي الفلسطينية
بحكمة جلالة الملك حافظ الأردن الرسمي على تماسك الجبهة الداخلية واستقراره وأمنه وعلى عمقه العربي والقومي وحافظ على تحالفاته الدولية وله مكانة ودورا سياسيا بارزا ومؤثرا في الساحة الدولية في مختلف القضايا