العدوان مستمر والمقاومة تتصدى بشجاعة .. !
د. محمد ناجي عمايرة
24-02-2024 01:01 PM
من الواضح ان العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة المحتلين لن يتوقف بالمناشدات والاتكاء على مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة . فالمجلس مشلول الارادة بالفيتو الاميركي الذي يقف بالمرصاد لكل قرار يطلب وقف الحرب وانهاء العدوان فورا . والجمعية العامة للأمم المتحدة التي للدول العربية والإسلامية وللدول التي تساند القضية الفلسطينية دائما ولنا فيها أغلبية مطلقة ،تقف عاجزة لأن قراراتها مرتبطة بمجلس الامن حتى يعطيها القدرة على الإلزام .
هذا التوضيح مفهوم من باب التنبيه إلى أن الامور تعني تراكما لقرارات ومطالبات لن تكون أبدا في حيز التنفيذ .
ومحكمة العدل الدولية تحتاج ايضا إلى وقت طويل لكي تصدر امراً واجب التنفيذ فورا بخصوص وقف إطلاق النار و اللجوء إلى التفاوض ،حتى لو نجحت مهمة الجهات والدول التي قدمت الدعاوى إلى المحكمة بخصوص اتهام الكيان الغاصب بشن حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة . فالادارة الاميركية تتعامى عن واقع الحال وتتجاهل رؤية حرب الإبادة الجماعية المستمرة .
ولذلك سوف تواصل قوات الاحتلال في عدوانها على البشر والحجر والشجر ،كما نرى ونشاهد ،وما تفيض به الفضائيات ووسائل الإعلام العربية والعالمية من مشاهد القتل والقصف والتدمير الموجهة إلى المدنيين والأطفال والنساء والمسنين، وما يتبعها من تدمير للمساجد والكنائس والمنازل والمستشفيات ،و استهداف النازحين الذين اصبحوا بلا ماوى يخرجون قسرا من بيوتهم إلى أماكن يدعي الاحتلال النازي انها آمنة ،وما ان يصلوا اليها حتى يعاود المحتلون قصفها وتدميرها ،وقتل المزيد من اللاجئين اليها.
لا يبدو لنا ان هناك حلولا ما ثلة للعيان إلا إذا تخلت ادارة بايدن ودول المجموعة الأوروبية عن دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني بالسلاح والمال والعمل السياسي واستيقظت ضمائرهم الانسانية لاتخاذ مواقف جدية وملزمة لوقف إطلاق النار وانهاء الحرب.
لا شك في ان موقف فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس والجهاد تدعونا إلى الفخر والاعتزاز والتقدير وهي صامدة وتقاتل المعتدين ببسالة وباس شديدين . وتلحق بهم خسائر كبيرة وغير مسبوقة ، لكن استمرار الضغوط الصهيونية على المدنيين يخل بميزان القوى ويجعل الأنظار موجهة إلى هذا الجانب.
وبالقدر الذي لا نجد فيه مواقف دعم وإسناد مسلح وقادر على التأثير او على الاقل شل قدرة كيان الاحتلال على قصف المدنيين وابادتهم -اقصد من الدول العربية والاسلامية - ولاسباب كثيرة بينها المعاهدات التي تكبل ايدي بعض الأنظمة السياسية ، وعدم جدية دول إقليمية إسلامية في الدعم والميل إلى النأي ،بالنفس عن الحرب المباشرة بايجاد منافذ مشاغلة بفعالية اقل خشية توسيع نطاق الحرب المحظور اميركيا .
بقدر ذلك كله تبدو الامور تراوح في مكانها، ويبقى الانتظار والشلل سيد الموقف ،حتى على صعيد إيصال المساعدات الانسانية :الماء والغذاء والدواء ،هناك وسائل عديدة يستخدمها المحتلون للحد من وصول هذه المساعدات إلى أهدافها وهم السكان المدنيون .
ولذلك سيستمر القتل والتنكيل والعنف والتدمير الذي يوجّه إلى المدنيين العزل لأسباب شتى، وبينما تواصل المقاومة دفاعها الباسل من الأنفاق بالصواريخ والأسلحة الثقيلة والمختلفة يحاول نتنياهو وعصابته الوصول غير المجدي إلى أهداف عسكرية كبيرة بينها ما يسميه إطلاق سراح الرهائن وانهاء الوجود المسلح للمقاومة وهو سيبقى يناور في هذا الاتجاه لأنه سيكون خاسرا إذا قبل بوقف الحرب ،ولم يحقق اي هدف من اهدافها .
تبدو الصورة مشرقة بقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود والتصدي، ولكن الخسائر في الجانب المدني الفلسطيني موجعة ومؤلمة وكبيرة ايضا .
كل شيء بات بيد الإدارة الاميركية وحلفائها لأنها تملك ادوات ضغط حقيقية على نتنياهو وعصابته النارية لإنهاء العدوان والتفاوض بشأن تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على التراب الوطني بموجب القرارات الدولية واستعادة كامل حقوق الوطنية والانسانية ، سواء سمينا ذلك "حل الدولتين "او اية تسمية اخرى . فمن يقرع الجرس ؟