جاهر الأمين العام للأمم المتحدة بأعلى صوته بقوله الصريح ان العالم دخل في فوضى.
وهذا أخطر تصريح من شخص مسؤول على رأس منظمة دولية هامة ومسؤول مع مجلس الامن عن احترام ميثاق الأمم المتحدة الذي وضع عام ٤٥من القرن الماضى بعد أن واجه العالم حربين عالميتين ازهقت ملايين الأرواح وجعلت العالم يجثو على ركبتيه خوفا من رعب الحروب وفوضى استخدام القوة في العلاقات الدولية وهذا صوت عقلاني ذكرني بمواقف امين عام الأمم المتحدة الاسبق السويدي داغ همرشولد الذى قضى في الكونغو وهو ينافح من أجل انهاء الاستعمار والحرب في هذا البلد الافريقى الذى كان يرزح تحت الاستعمار البلجيكي الرافض للانسحاب ومنح شعب الكونغو استقلاله وتقرير مصيره.
ويتزامن مع قناعة غوتيرس هذه و مداولات مندوبي اكثر من 50 دولة هذه الايام أمام محكمة العدل الدولية إذ كلهم تقريبا يدينون فيها البطش والتنكيل و تجويع وقتل المدنيين بالطائرات الحربية دون اكتراث بهذه الأصوات من الأمم المتحدة او من أمام محكمة العدل الدولية وقرارتها.
وطبعا هذه الغطرسة والصلف والاستعلاء الصهيوني تدعمه الولايات المتحدة إذ تقف ضد وقف الحرب وتحول دون تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير المصير وتدعم استمرار الاحتلال والاستيطان والميز العنصري الذي يباهي به نتنياهو والمتطرفين في حكومته غير ابهين بالقانون الدولي.
وهو ما جعل غوتيرس يعلن دخول العالم في فوضى وغياب القانون والعدل الدوليين في التعامل مع القضيه الفلسطينية.
ان خطر الفوضى في العالم الذى يحذر منه غوتيرس يكمن فى عودة العالم إلى مرحلة ماقبل إقامة منظمات دولية تحافظ على السلم وتطبيق القانون في علاقات الدول ببعضها وتنزع إلى الاخذ بما كان يسمى ( بحق الفتح) او شن الحروب والغزو اعتمادا على عامل القوة لتحقيق مصالحها دون اعتبار لحقوق الشعوب المستهدفة وهذا هو الحال بالنسبه للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.