"ما بضيع حق ووراه مطالب" ، ..لا أحد منا ، ولا حتى المعلمون أنفسهم ، يسعون الى الإضرار بمصالح التلاميذ أو تعطيل المدارس عن تأدية واجباتها الوطنية . لكن الأساليب الالتفافية التي ما تزال الحكومات تمارسها ، اضطرت المعلمين الى وضع أساتذة التسويف على المحك.
أساطين التسويف والتخويف استطاعوا منذ عام 1989 تنفيس كامل منجزات التوجه نحو الديمقراطية ، ولولا ذلك لما احتجنا الان الى العودة الى تشكيل لجان لماقشة قضايا تمت مناقشتها والاتفاق عليها رسميا في لجنة الميثاق الوطني بداية التسعينيات.
الإصلاح عندنا وتردد ومرعوب ، وهذا ما دفع المعلمين الى الإضراب ، في محاولة للتخلص من دور الضحية الدائمة ، والعودة الى نقطة البداية كلما وصلنا الى منتصف الطريق.. هذا اسلوب حياة ممل وقاتل ، ومن المفترض أن نتجاوزه.
نعم ، من المفترض تجاوزه ، فالناس صاروا أكثر وعيا ، وما كان يمشي على الناس قبل أربعة أشهر لم يعد يقنع أو يخدع احدا ، وقد احترق حاجز الخوف من وهج النيران التي أحرقت البوعزيزي ، والعودة الى الخلف صارت مستحيلة ...شمّوها يا جماعة،، المعلمون ليسوا ملطشة: هذا المسؤول يصرح بلا دستورية النقابة ، وذاك يعلن عن حق المعلمين في تشكيل تنظيم ..... هذه سواليف حصيدة فات أوانها. حق المعلمين في تشكيل نقابة لهم حق مكفول دستوريا ، ولا مجال للتسويف بعد ، وكل ما انجزناه في المجالات الأخرى ، من إلغاء قانون الاجتماعات العامة الى الى الى .... لم تأت الا بعد ضغوط الشارع ، ولن تتوج الإصلاحات أو نؤمن بجديتها الا اذا تم الإعلان عن ترخيص نقابة للمعلمين .
وعود الى بدء أقول باسم المعلمين ومن يناصرهم:..ما بضيع حق ووراه مطالب.
ghishan@gmsil.com
(الدستور)