أطل علينا التلفزيون الأردني ببرنامج جديد اسماه (حوار الوطن).. هو عبارة عن نسخة مكررة من برنامج حوار الأهل الذي كان يعده الزميل عبد الله العتوم.
سؤالي.. هل أفلس تلفازنا الوطني لهذا الحد بحيث اصبح يعيد نفسه عبر برامج.. استهلكت وقدمت سابقاً.
في البرنامج يحضر رئيس البلدية والمحافظ والناس... ويبدأون الحديث عن مشاكل المحافظة، ويتحرك المذيع على المسرح يميناً وشمالاً وهو يكرر جملة: "عرّف على نفسك لو سمحت وباختصار".
وقد احصيت ما مجموعه (23) جملة "عرّف ع نفسك وباختصار"..
ثم يتحدث شاب متحمس عن المشاكل البيئية ويرد عليه رئيس بلدية الزرقاء.. وبعد ذلك يقدم احدهم مداخلة في هذا السياق وينسى التعريف بنفسه فيذكره المذيع.. وينسى اختصار المداخلة فيقمعه المذيع.
هل يحتاج الوطن للتعريف.. العنوان (كله على بعضوا) خاطئ.. فالحوار يتم بين أطياف سياسية بين أحزاب بين فئات.. ولكن يبدو ان التلفاز قرر عن الوطن حواراته.
لو كانت المسألة حوارات متعلقة بالوضع السياسي لقلنا.. لو كانت حوارات عن الوضع العربي لاعتبرت الأمر خرقاً لسقوف الإعلام الرسمية ولصفقنا للمذيع ولكن جميع الحوارات تتلخص في تعبيد شارع وازالة مكب نفايات وانارة طريق لدرجة تشعر فيها ان الشعب الأردني نفذت منه الأحلام ولم يعد... يطمح بشيء غير تعبيد مدخل عمارة.
حوار الوطن.. يعني أن نتحدث في كل ما يهمنا.. ففي اللحظة التي يخاطب فيها الملك مجموعة من الشباب ويتحدث عن قانون عصري لمجلس النواب... يصر التلفزيون على أن مشكلة المواطن الأردني هي التلوث والوظيفة والشارع وفاتورة الماء..
الزميل (أنس المجالي)... قدم مؤخراً برنامجاً سياسياً ثرياً.. نقل فيه سقوف الحرية الى اعلى مستوياتها.. وظهر الأمر في حوار عبد الهادي المجالي وعبداللطيف عربيات.. الذي اداره الزميل أنس... وكانت تلك اللحظة مهمة فهي اشارة الى ان التلفزيون لم يعد مغلقاً على احد او مفتوحا لأحد. بل هو للجميع.
اوقفوا البرنامج... فأنت تشعر انك امام (مدعي عام) محكمة وليس مذيعاً... وأجزم أن المواطن الأردني لديه أحلام وطموحات تتجاوز تعبيد مدخل عمارة أو نقل مكب نفايات..
على كل حال.. "عرّف بنفسك وباختصار لو سمحت"..
(الرأي)