facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




من يفهم سياسة واشنطن المعلنة؟


كمال زكارنة
21-02-2024 10:59 AM

السياسة المعلنة والظاهرة حاليا للادارة الامريكية،بعد 137 يوما من الحرب على غزة ،تشوبها حالة من التناقضات وعدم الوضوح ،والتضارب في التصريحات الصادرة عن الرئيس الامريكي بايدن،وطاقم البيت الابيض الاخرين،وخاصة وزير الخارجية انتوني بلنكن والمتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي جون كيربي، حيث تفعل ادارة بايدن عكس ما تقول ،وتطبق عكس ما تدعو اليه،لتتوه بوصلة ووجهة السياسة الامريكية ازاء العدوان الاسرائيلي البربري على قطاع غزة ، والصراع الفلسطيني الاسرائيلي بشكل عام، وتختلط التوجهات الامريكية بكثير من الشوائب والتقاطعات وسوء النوايا وعلامات الاستفهام الكبيرة .

بداية ندرك مسألتين اساسيتين،الاولى ،ان سياسة امريكا الاستراتيجية في الشرق الاوسط تقوم على ضمان أمن اسرائيل وحمايتها ،وحتمية تفوقها عسكريا وامنيا على جميع دول الشرق الاوسط،وتوفير كل ما يلزمها من مال وسلاح وتكنلوجيا ،وحماية دولية سياسيا وقانونيا وقضائيا ودبلوماسيا وأمنيا واقتصاديا، وفي جميع المجالات الاخرى ،والابقاء على اسرائيل فوق القانون الدولي وخارج اطار المساءلة والمحاسبة والعقاب.

والمسألة الثانية،ان جميع خيوط الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعربي الاسرائيلي،والحرب الاسرائيلية الحالية على غزة ،موجودة فقط بيد واشنطن ،فهي الوحيدة في العالم، التي تستطيع ان تنهي الصراع خلال اسبوع لو ارادت ،وان توقف الحرب وتنهيها خلال خمس دقائق اذا رغبت،هذه مسلمات وبديهيات لا يمكن لاحد تجاهلها او القفز عنها.

ما يثير التساؤلات والشكوك ،ويرفع مستوى التوقعات المتباعدة احيانا والمتقاربة احيانا اخرى ،تلاعب السياسة الامريكية المعلنة بالمواقف والتصريحات والتوجهات،وعدم ثباتها من جهة،وعدم متابعتها وتنفيذها من جهة اخرى.

احيانا يصرح الرئيس بايدن انه ضد الابادة الجماعية التي تقوم بها اسرائيل في قطاع غزة ،وفي ذات الوقت تشارك نخبة القوات الخاصة الامريكية " الدلتا " في هذه الابادة،الى جانب تزويد اسرائيل بمليارات الدولارات ،وبأحدث ما انتجته الترسانة العسكرية والحربية الامريكية لقتل الشعب الفلسطيني ،ويعلن انه ضد اجتياح رفح،وفي نفس الوقت يستعجل الاجتياح قبل شهر رمضان المبارك،ويدعو الى عدم الافراط في قتل المدنيين الفلسطينين ،بمعنى ان تضع تسرائيل سقفا لعدد القتلى ،وان يكون العدد مثلا بالمئات وليس بالالآف!!،وفي نفس الوقت يمنع تمرير قرار في مجلس الامن الدولي يدعو لوقف الحرب،اضافة الى الكثير من التناقضات في المواقف السياسية الامريكية، وهذه مجرد امثلة قليلة على تلك التناقضات.

الامر السيء الاخر،ان الدول الاوروبية تلحق بالسياسة الامريكية وتتبناها وتقلدها قولا وعملا ،لتثبت ان الحضارة الغربية عموما ،من اكثر الحضارات البشرية اجراما ودموية وارهابا وقتلا وسفكا للدماء.

لا يمكن ان يتصور او يتقبل عقل انسان او يصدق،ان العالم الذي يجمع ظاهريا على ضرورة وقف الحرب على غزة،ويحذر من اجتياح رفح، ويدعو الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة ،غير قادر على الزام نتنياهو وزمرته الفاشية المتطرفة العنصرية بذلك.

هل يستطيع اي مسؤول في العالم ،ان يتمرد ويسطو على جميع دول العالم ،ويرفض قراراتها وتوجهاتها ودعواتها ورغباتها واجماعها على امر معين؟؟،غير نتنياهو والاحتلال الاسرائيلي عموما،وهل كان نتنياهو ليجرؤ على ذلك لولا الحماية والرعاية والضمانة الامريكية؟؟، بكل تأكيد الجواب ..لا،اين نحن من زعماء وانظمة دول اطاحت بهم امريكا وعزلتهم وقتلت واعدمت بعضهم.

لا مصداقية امريكية ولا عدالة ولا نزاهة ولا انصاف ،في السلوك والسياسة والمواقف الامريكية ازاء الحقوق الفلسطينية والعربية،ولا مقارنة بين الانحياز الامريكي المطلق للاحتلال الاسرائيلي، والعداء الامريكي للشعب الفلسطيني والامة العربية.

ان اعمال القتل والتنكيل، التي تقوم بها اسرائيل في فلسطين المحتلة،تشكل وصمة عار على جبين البشرية ،واهانة واذلال لجميع دول العالم،التي عليها ان تتحمل مسؤولياتها الاخلاقية والانسانية والادبية ،لوقف تلك الوحشية الاسرائيلية المدعومة والمباركة امريكيا واوروبيا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :