منذ أكثر من عام نصحني صديقي، د.منذر حوارات الطبيب في مركز الحسين للسرطان، الكاتب والمعلق السياسي، يعني متورط مثلي في الكار، نصحني أن اهتم بعمل فحوصات نوعية احتياطية للكشف الاحتمالي حول مداهمة السرطان، وقال نحن الذين امضينا عشرات السنين من العمر، وقطعنا أشواطاً في الحياة، وتبقى لنا سنوات وأشواط، علينا أن نستدرك ونحتاط كي نعيش ما تبقى لنا بصحة ودراية، فالفحص ضرورة مطلوبة، فإذا وقعت الإصابة فيمكن معالجتها، وتطويق آثارها وتداعياتها، وإذا لم تكن، فيكون لدينا الطمأنينة، وفي الحالتين تتم مواصلة الحياة بانضباط وفق الظروف المتاحة.
تجاوبت مع صديقي د.منذر الحوارات، وقررت أن أسجل في شراكة التأمين الصحي للمركز، ضمن برنامج «رعاية»، وهكذا عملت الفحوصات المطلوبة وكانت النتائج سليمة، وأعطوني موعداً آخر بعد سنة لتكرار الفحص، وكان يوم 24/1/2024، ولم أتذكر الموعد، مع أنهم أرسلوا لي رسالة تلفونية لم أنتبه لها، واتصلوا معي وقالوا إنك لم تأت للموعد مع أننا سبق و نبهناك برسالة تلفونية، وأعطوني موعدا بعد شهر، وقبل يومين من الموعد اتصلوا معي وطلبوا أن أحضر إلى مركز السرطان قبل الموعد بيوم لإجراء فحص الدم النوعي المطلوب PSA، وفعلاً ذهبت للموعد وأجريت الفحص اللازم، وقالوا لي غداً لك موعد الساعة الواحدة، واتصلوا معي لتأكيد الموعد.
هذا الجهد في الاتصال، لم يكن مقتصراً علي أو معي، فقد تعمدت أن أسأل من كانوا في المركز من المراجعين، ومن الذين كانوا في المختبر، وإذا بهم يؤكدون أن المركز اتصل بهم ونبههم للموعد، وضرورة الالتزام بالموعد المحدد، ليأخذ كل مراجع حقه في الوقت، وعدم إضاعة الوقت، وعدم وقوع الاكتظاظ من قبل المراجعين.
حالة منظمة، مشفى متقدم، نظافة غير عادية، ضوابط بإدارة المدير د. عاصم منصور المتفوق بالرفعة، تعامل أخلاقي رفيع، واهتمام يفتقده الإنسان حتى لدى معارفه، وربما يقتصر هذا الاهتمام بمن هم من عائلته المقربين: الأب، الأم ، الابن، البنت، وربما بعض الإخوة والأخوات، من يهتمون بهذه التفاصيل التي يتعامل معك بها مشفى مركز الحسين للسرطان.
ندقق بالمتبرعين الأردنيين، افردا وعائلات ومؤسسات و من العرب وغيرهم، ممن قدموا منذ تأسيس المركز إلى اليوم، ويواصل المركز عمله وتوسعاته معتمداً على تغطية احتياجاته المالية من جهات متعددة، بعضها ملزمة، وأغلبها تبرعات، مما يؤكد أن دوافع العمل الإنساني مازال قوياً في مجتمعنا طالما يجد المصداقية وان هذه التبرعات تذهب حقاً لمن يحتاجها، لمن يستحقها.
مركز الحسين للسرطان، مفخرة أردنية، وعنوان يشكل نموذجاً يجب أن يُحتذى، كمؤسسة وطنية مهنية، تستحق الاحترام والتقدير والمباهاة.
الدستور