الذكاء الاصطناعي في صميم الحكومات الرقمية
صالح سليم الحموري
21-02-2024 12:12 AM
في اليوم الثاني لقمة الحكومات العالمية لعام 2024، ألقى سعادة عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، كلمة ترحيبية في منتدى الذكاء الاصطناعي المسؤول. أكد فيها على أهمية القمة كمنصة متميزة تجمع الحكومات وقادتها لتشكيل المستقبل من خلال التعاون والابتكار.
"التعاون والابتكار" هما الدعامتان الأساسيتان لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتزايد بسرعة ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 33% بحلول عام 2024. من المتوقع أيضًا أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي إلى حوالي 20 مليار دولار بحلول عام 2025، مع توقعات بأن يعمل نحو 97 مليون شخص في هذا المجال. هذا النمو المتسارع يسلط الضوء على أهمية إدراك الحكومات للإمكانيات الثورية للذكاء الاصطناعي في تحقيق تحولات جذرية، ويدعو إلى ضرورة تعزيز الجهود لتطوير آليات تنظيمية تتماشى مع التطورات السريعة، بهدف استغلال هذه التقنيات بشكل أمثل في تشكيل اقتصاد المستقبل وتعزيز الاقتصاد الرقمي.
يمتد تأثير الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات الرئيسية مثل التعليم، الرعاية الصحية، الزراعة، والفنون، حيث يتوقع أن يحقق قطاع الصناعة عائدات تصل إلى 3.78 تريليون دولار بفضل الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2035، مما يعزز الإنتاجية بشكل يفوق الطرق التقليدية لهذا القطاع.
شهد المنتدى مشاركة قادة التكنولوجيا وصناع القرار العالميين في حوار بنّاء حول كيفية تعزيز الجهود الدولية لتحقيق مستقبل مستدام ومسؤول للذكاء الاصطناعي. أكدوا المتحدثين على أهمية التكامل والتعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية، مشيرين إلى النمو المتسارع لقطاع الذكاء الاصطناعي وأهميته في بناء اقتصاد المستقبل.
تناول المنتدى موضوعات رئيسية مثل تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاعات حيوية كالتعليم والرعاية الصحية، والفرص الاقتصادية الهائلة التي يمكن أن يجلبها هذا القطاع، مع التأكيد على أهمية تطوير آليات تنظيمية تواكب تطوراته.
نوقشت أيضًا الجوانب الأخلاقية والمسؤولية في استخدام الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على أهمية بناء الثقة في بيانات الذكاء الاصطناعي وضمان سلامتها وشفافيتها. تم التأكيد على دور الحكومات في تعزيز التعاون الدولي وتطوير استراتيجيات فعّالة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة.
كما تمت مناقشة الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في دعم الاكتشافات العلمية وتعزيز دور العلماء، وكيف يمكن للتقنيات الجديدة إعادة تعريف البحث العلمي وتسريع وتيرة الابتكار.
وأبرزت الجلسات أيضًا الدور الحاسم الذي يلعبه التعليم في تهيئة الأجيال القادمة للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشددة على أهمية تطوير المناهج الدراسية لتشمل مبادئ الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته. كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز الوعي بالذكاء الاصطناعي في المجتمعات لضمان استخدامه بشكل مسؤول وفعال.
في ختام المنتدى، أعرب المشاركون عن تفاؤلهم بمستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في تحقيق التقدم والازدهار للمجتمعات على مستوى العالم. وأكدوا على أهمية العمل المشترك بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص لتطوير استراتيجيات شاملة تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تخدم البشرية وتحافظ على قيمها الأساسية.
بهذا، يبرز المنتدى كمنصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية توجيه قوة الذكاء الاصطناعي نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة، مع التركيز على الجوانب الأخلاقية والاجتماعية لهذه التقنية المتطورة.
* خبير التدريب والتطوير - كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية