مقال في الشأن الأرثوذكسي ..

كما هي المسلسلات الطويلة ذات المشاهد المستنسخة، هي حال إدارة الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية ودورها المركزي في ما ينشر حول بيوعات أو صفقات تأجير طويلة الأمد لأملاك وأوقاف الكنيسة خاصة في البلدة القديمة في القدس، قبل أيام معدودة نشرت جريدة السفير اللبنانية و الموقع العبري News و أيضا موقع The Marker باللغة الانجليزية التابع لإحدى الصحف الإسرائيلية أخبارا عن فضيحة جديدة كبرى حول صفقة موقعة بيد البطريرك الحالي ثيوفيلوس ودائرة أراضي إسرائيل لصالح عائلة بن ديفيد الثرية، وكما ذكرت المصادر الصحفية بأن هذه الصفقة تشمل تنازل كامل على حقوق تخص مساحات شاسعة من أراضي القدس الشرقية مقابل مبالغ زهيدة بخسة.

وبحسب المصادر ذاتها ذكر بأن هكذا صفقة لم تكن لتبرم ما لم تبتسم لها الحكومة اليونانية الحالية، ممكن! فقد تابعنا تقارب دبلوماسي يوناني إسرائيلي في الفترة الأخيرة خاصة بعد تعرض الاقتصاد اليوناني لتعثر، إلا هنا لا نستطيع التأكيد ولا النفي.

كالعادة يا سعادة، تطل علينا البطريركية ببيان توضيحي طغى عليه الهاجس الخطابي يكذب وينفي ويتنقل بالكلام لا بل يطلق الاتهامات تارة على مستوطنين متطرفين وتارة أخرى على جهات تحريضية وأقلام فاسدة، ويمجد ويعدد انجازات البطريرك الشخصية! (هنا أنا لا أخلي ساحة هؤلاء المستوطنين من نسج وحبك القضايا، ولكن حسب الواقع قد يكون دخانا نتج عن نار ما)

استوقفتني بعض النقاط من هذا البيان:
1. "أنباء كاذبة منقولة عن صحف إسرائيلية متطرفة لتجعل الصحف الوطنية الغراء جسرا تطبيعيا لنقل رواية المستوطنين المتطرفين" انتهى الاقتباس، عندما تنقل صحفنا الوطنية الغراء أخبارا منشورة تمس أوقافا كنسية مقدسة أوقفها أجدادنا فهي تعطي للبطريركية حق الرد والتوضيح الموثق وتقوم بواجباتها الصحفية بكل مصداقية، فالواجب على مصدر هذا البيان ألتلميعي أن يوضح للرعية الأرثوذكسية بشفافية بدلا عن نعت الصحافة الوطنية" بجسر للتطبيع"
2. "وبنت الكنائس والمدارس وتبرعت بعقارات لخدمة المجتمعين الأردني والفلسطيني" انتهى الاقتباس، نعم هذا صحيح ولكنه غير كامل، فالواجب أن نذكر بأن أغلب هذه المشاريع هي بتبرع من أبناء الرعية أنفسهم ومن حر أموالهم بنسبة قد تصل أحيانا إلى 100% والبطريركية تشارك مشكورة بشكل جزئي أو كامل في بعضها، وأصلا هذا أحد واجبات البطريركية! ضمن مقال سابق قمت بتعديد بعض المشاريع التي نفذتها الرعية الأرثوذكسية في الأردن (مرفق في الأسفل)
3. "وبين أن محاولات مثيري الفتن اللعب على الوتر القومي أي يوناني عربي" انتهى الاقتباس، هذا أخطر مطب في بيان البطريركية، نذكر البطريركية بمقابلة البطريرك ثيوفيلوس عام 2010 مع إحدى الإذاعات اليونانية والتي أذاعها الإعلامي: ذيمتري كوزموبلوس، حيث قال كما أذكر وليس حرفيا: أعتبر نفسي زعيم روحي وقومي للملة الرومية، كما ونعتنا نحن العرب الأرثوذكس بأننا ناطقين بالعربية وفاقدين لهويتنا الرومية! إضافة أخرى، من الذي يلعب على وتر القومية؟ ونحن كرعية عربية ننتزع انتزاع سيامة راهب بتول عربي ضمن ظروف انتخابية أو سياسية معينه؟ من يصلي في كنائسنا ويعمل ضمن الجمعيات والمؤسسات والهيئات الأرثوذكسية يعي جيدا بأن الرعية الأرثوذكسية العربية الطيبة هي السور المنيع لمن يروج ويغذي لمثل هكذا طرح عنصري بغيض وغريب عنا.
4. "وأن للكنيسة قانون أردني" انتهى الاقتباس، تتناسى البطريركية القانون الأردني وكل الأصوات المطالبة بتنفيذ بنوده منذ عشرات السنوات وفجأة تتذكر القانون الأردني، غريب!


اليوم هو عيد الأم ، فماذا أهدت الرآسه الروحية أم الكنائس ؟! دعوة جديدة للتحرك وإصلاح الحال بسماع نداءات الرعية الروحية للإصلاح وتنفيذها فورا، دعوة جديدة تخلقها الظروف الراهنة للبطريركية لمد يد التعاون قبل عاصفة قد تكون وشيكة سببها الاستخفاف بالعقول، أعتقد بأن بعضا من الأساقفة ورؤساء الأديرة الكبيرة الأجلاء يدركون هذا ويعرفون بأن الأوضاع لا تصوب بمنح مالية (تسمى بركة بلغة الكنيسة) تصرف في يوم عيد شفيع البطريرك الحالي القديس ثيوفيلوس عليه سلام الله! الرعية تتوقع إصلاحا حقيقيا نابعا من قلب راعي صالح وأب حنون.

بيان البطريركية
http://www.alrai.com/pages.php?news_id=392122

موقع News الإسرائيلي
http://www.news1.co.il/Archive/001-D-263476-00.html

جريدة السفير
http://www.assafir.com/Article.aspx?ArticleId=1656&EditionId=1797&ChannelId=42225

وكالة عمون الإخبارية – مقال سابق
http://ammonnews.net/article.aspx?articleNO=79966

موقع The Marker الإسرائيلي
http://english.themarker.com/greek-orthodox-church-sells-jerusalem-land-to-jewish-investors-1.349913