إنقسام الإخوة في فلسطين أو كما يسميه البعض "صراع الأخوة" هو مصطلح يشير إلى نشوء سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة كان قد بدأ منذ عام 2007، حيث نشأت أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل لنقل السلطة داخلياً وخارجياً إمتدت وما زالت على مدار أكثر من 17 عاماً.
فلسطين "المنقسمة" سياسياً والموحدة "عقائديا" هي (نفس) فلسطين سواءً قبل النكبة أو بعد النكبة، أو كما هي عليه الآن خلال معركة طوفان الأقصى في يومها أل(137) من الحرب، وللعلم هي أطول حروب بني إسرائيل مع العرب قاطبة عبر التاريخ.
الإنقسام الفلسطيني كان وما زال عائقاً أمام جهود الوساطة العربية والدولية التي يقودها (الملك) عبر عواصم صنع القرار الدولية.
وجهة نظر حماس أن الاعتراف بإسرائيل سيعني قبول طرد أكثر من 700,000 فلسطيني كانوا قد نزحوا خلال حرب 1948. إن رفض حماس الإعتراف بإسرائيل على عكس وجهة نظر منظمة التحرير الفلسطينية وضمنيا (حركة فتح)؛ هو السبب الأساسي لإسرائيل والمجتمع الدولي في معارضة المصالحة بين منظمتي فتح وحماس.
أمام هذه المعضلات تجد "الدبلوماسية الأردنية" وضعها صعباً لإيجاد حل توافقي سواءً لإيقاف الحرب الجائرة على قطاع غزة، أو لإيجاد أي مخرج مقبول للقضية الفلسطينية؛ فلا الشعب الصامد في غزة وفلسطين مستقر مثل بقية الشعوب الأخرى، ولا هو قادر أن يعيش بنعمة الطمأنينة والإستقرار والرفاهية، والأخطر منه هو انتهاء الحرب دون (أفق سياسي) واضح ومحدد لإنهاء الصراع بعد ما يسمى بمكاسب "الإنتصار النسبي" الذي حققته حماس في غزة. كل ذلك سيقودنا الى أن محطات (المسار السياسي) القادم لفلسطين لن يكتب لها النجاح إن لم تأخذ بالمبادرة العربية طريقا بعيداً عن أية إجراءات (رخوة) تؤدي الى زيادة صولات الحرب أو اطالة أمد الصراع؛ لأن ذلك يعني استمرار المعاناة الفلسطينية، فهذا الشعب هو من يدفع الثمن أمام هدنات ومصالحات مؤقتة مع صراع إسرائيلي (مزمن) لا يعلم غير الله نتائجه ومستقره.