فرنسا في ضيافة حزب العمال وطروحات لدعم الفلسطينيين ووقف الحرب على غزة
19-02-2024 10:19 PM
عمون - في لقاء جمع أمين عام حزب العمال د. رلى الحروب مع النائبة الفرنسية ارسيلا سوديه من حزب فرنسا الأبية اليساري المعارض وجمع من السياسيين أكد الجميع ضرورة وقف الحرب على غزة فورا والسماح بادخال المساعدات ومنع اي عملية عسكرية في رفح لأنها ستكون كارثية وذات نتائج على المدى الطويل، مع التأكيد على حق الفلسطينيين في السيادة على ارضهم وعدم السماح لغير الفلسطينيين بتقرير مصيرهم او ادارة شؤونهم نيابة عنهم.
جاء ذلك في لقاء جرى اليوم في مقر حزب العمال الأردني، وجمع عددا كبيرا من العضوات القياديات في الأحزاب وعضوات المجالس المحلية ومجالس البلدية وامانة عمان بالاضافة الى جمع من رئيسات الجمعيات الخيرية والجمعيات السياسية والثقافية وعدد من السياسيين والحزبيين.
واستعرضت الدكتورة الحروب في مستهل اللقاء الوضع الكارثي في قطاع غزة بالأرقام مشيرة الى حجم الانتهاكات الهائل للقانون الدولي وحقوق الانسان وحقوق المرأة والطفل وجرائم الحرب والابادة والجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها اسرائيل داعية النواب الفرنسيين والاوروبيين الى الضغط من اجل وقف فوري لاطلاق النار ، وتأمين دخول المساعدات والمساهمة في جهود اعادة الاعمار لا سيما للقطاعات الصحية والتعليمية والاسكانية والبنى التحتية المدنية، ووقف تصدير الاسلحة لاسرائيل وعدم التضييق على حركة مقاطعة البضائع والسلع الاسرائيلية BDS في البرلمانات الاوروبية.
كما دعت الحروب في مداخلتها إلى محاسبة اسرائيل على جرائمها وعدم السماح لها بالإفلات من العقاب، والعودة عن قرار تعليق دعم الانروا باعتبارها رمزا للقضية الفلسطينية وحق العودة والمؤسسة الوحيدة القادرة على إغاثة اللاجئين الفلسطينيين، وتعليق كل مساعدة مباشرة او غير مباشرة لاسرائيل طالما استمر احتلالها للارض الفلسطينية، ورفض كل محاولة تستهدف فرض نظام سياسي على الشعب الفلسطيني لا ينطلق من ارادته الحرة، ومحاكمة المواطنين من حملة الجنسيات الفرنسية والاوروبية المتورطين في الحرب في غزة وفي ارتكاب جرائم ضد الانسانية، ومحاكمة الاعلاميين الفرنسيين والاوروبيين الذين يروجون للمجازر ضد الفلسطينيين ويشرعنونها وينزعون صفة الانسانية عن الشعب الفلسطيني، بالاضافة الى التأكيد على ضرورة عدم سماح البرلمان الفرنسي والبرلمانات الاوروبية بالمساواة بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية او معاداة اسرائيل، وبث الوعي بأن العرب هم ايضا ساميون، وان الصهيونية حركة عنصرية سياسية استيطانية احلالية ولا يمكن مساواتها بمعاداة السامية التي هي معاداة لعرق.
من جانبها اكدت النائبة الفرنسية على موقف حزبها الثابت الرافض لسياسة الرئيس ماكرون وائتلافه اليميني الحاكم فيما يخص الصراع العربي الاسرائيلي والحرب الدائرة في غزة مشيرة الى حجم الهجمات الذي يتعرضون له في الاعلام الفرنسي جراء مواقفهم الداعمة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره واصرارهم على اعتبار المقاومة الفلسطينية حركة تحرر وطني وليست حركة ارهابية.
وقالت سديس إن هناك جهدا من قبل حزبها والائتلاف اليساري المعارض في البرلمان لمنع اسرائيل من المشاركة في الالمبياد القادم ضمن منطق واضح ان اوروبا قد منعت روسيا بسبب غزوها لاوكرانيا وبالتالي فإن منع اسرائيل يصبح امرا عادلا.
واشارت النائبة الفرنسية الى انها قد بذلت جهودا مع زملائها النواب الفرنسيين والالمان لشرح ما يحدث في غزة على حقيقته بعيدا عن الة الدعاية المغرضة المسيطرة على الاعلام الاوروبي وذلك في اجتماع للجمعية الفرنسية الالمانية، كما أن رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب فرنسا الابية النائب ماتيلد قد استجوبت وزير الخارجية الفرنسي عن المساعدات العسكرية لاسرائيل موضحة له ان دعم فرنسا لاسرائيل هو قرار خاطئ ، وتبين من اجابات الوزير بأنه لا يعلم اي تفاصيل عن الموضوع. وذكرت الجهد الذي يقوم به زميلها النائب توما من اجل تجريم المرتزقة الفرنسيين الذين يحاربون في غزة.
وأكدت النائبة الفرنسية ان حزبها قدم في شهر مايو الماضي مشروع قرار للبرلمان يشرعن عمل حركة ال BDS باعتبارها قانونية ومشروعة ولا يجب المساس بها، على الرغم من ان الأكثرية في البرلمان وقفت ضد هذا المشروع.
ولكونها عضوا في الحركة النسوية الاممية فقد ركزت النائبة الفرنسية على دعم حقوق المرأة الفلسطينية وعلى ضرورة ان تناضل الحركة النسوية في العالم اجمع ضد كل اشكال القهر والاستعمار ورفض سيطرة اي فئة على فئة او شعب على شعب او عرق على عرق آخر.
وأشارت النائبة الى ان حزبها وحركة الشارع الفرنسي وعوامل اخرى قد تضافرت في تغيير اتجاه السياسة الفرنسية منذ السابع من اكتوبر، ولكن هناك حالة من التعتيم الاعلامي على معاناة الفلسطينيين وهيمنة للسردية الاسرائيلية دون غيرها على معظم قنوات الاتصال ، على الرغم من ان حزبها يحاول جاهدا نشر الحقائق للشعب عبر كل وسائل الاتصال التي يملكها مشيرة الى ان الحزب قام ببث جلسات محكمة العدل الدولية كاملة على موقعه الذي يتابعه 4 ملايين متابع، في الوقت الذي تجاهلت فيه وسائل الاعلام الفرنسية مرافعة جنوب افريقيا وبثت مرافعة اسرائيل فقط.
واكدت النائبة الفرنسية على مبادئ حزبها في الدعوة الى عدم الانحياز والانسحاب من حلف شمال الاطلسي وضرورة احترام القانون الدولي، مشيرة الى ان هناك صعوبة لدى الشعب في فرنسا وفي اوروبا بشكل عام على الربط بين ممارسات الاستعمار الاوروبي في السابق وما يجري الان على ارض فلسطين، مهيبة بالشعوب كلها الى الدفاع عن منظومة حقوق الانسان والحريات باعتبارها منظومة انسانية عالمية وليست غربية.
كما اكدت النائبة على ان حزبها يضغط من اجل مواصلة دعم تمويل الانروا واصفة معاقبة المؤسسة الدولية جراء اتهامات غير مثبتة وجهتتها اسرائيل لحفنة من موظفيها بالسخف.
واضافت ارسيلا سوديه انه يجب ان تكون هناك رؤية سياسية لما بعد الحرب، وأي حل يجب ان يحترم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، مشيرة الى ان هناك تقصدا لمعاملة الفلسطينيين كشعب ادنى إنسانية من الشعوب الاوروبية.
وانتقدت سوديه صعود احزاب اقصى اليمين في اوروبا مشيرة الى ان هذا اليمين لديه حنين للاستعمار وهو المسؤول عن بث رهاب الاسلامو فوبيا، كما أدانت السلوك الامريكي الامبريالي واعتبرته شكلا من اشكال الاستعمار ويجب محاربته، مشيرة الى ان اميركا تطارد مصالحها فقط، وتساءلت لماذا لا يلاحق الامريكيون على جرائمهم في العراق ويلاحق نتنياهو وقادة اسرائيل على جرائمهم في فلسطين بنفس الطريقة التي يحاول فيها الغرب محاكمة بوتين على افعاله في اوكرانيا؟
واكدت النائبة على ان حزبها يسعى الى احداث تغيير في المؤسسات الدستورية وانشاء الجمهورية السادسة لان الجمهورية الخامسة القائمة حاليا والتي انشأها ديغول تعطي الرئيس والأغلبية التي ينتمي اليها اليد العليا في الصلاحيات وتحرم المعارضة من التأثير في السياسات.
وتحدث في اللقاء الذي دام أربع ساعات وسلط الضوء على كل جوانب القضية الفلسطينية والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون واللاجئون والمعتقلون في سجون الاحتلال والدوافع الجيوسياسية وراء الحرب وما يجب عمله لوقفها ومحاسبة اسرائيل كل من الامينة العامة لحزب حشد عبلة او علبة ورئيسة القطاع النسائي في جبهة العمل الاسلامي راكين ابو هنية وعضو الامانة العامة لمؤتمر فلسطينيين الخارج د. منال العواودة والرئيسة السابقة لجمعية النساء العربيات ليلى نفاع وعضو مجلس امانة عمان نسرين النجداوي وعضو مجلس محافظة البلقاء فاطمة عايش وعضو حركة BDS ميس اشنيور ورئيسة القطاع النسائي في حزب الوحدة الشعبية د. نهاية البرقاوي وممثلتا القطاع النسائي في حزب المستقبل والحياة خلود بني عيسى ود. زينب المومني وعضو اللجنة التنفيذية لحماية الوطن ومجابهة التطبيع سماهر مروج والمستشارة القانونية في اتحاد المرأة لطيفة خويص بالاضافة الى عضو المجلس المركزي في حزب العمال هند الحضرمي وعضو المكتب السياسي في الحزب خلود المومني وكل من د. ربحي حلوم عضو الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن ود. هاشم القضاة رئيس المجلس المركزي في حزب العمال وخالد الرمحي نائب الرئيس ود. وليد السبول أمين السر.
ومن بين من حضروا اللقاء السيدة سميحة خليل من جمعية مكافحة الصهيونية والعنصرية والمحامية هالة عاهد وانشراح البواب ناشطة شبابية ونور ابو بكر وولاء حسن من الحزب الشيوعي ورندة قسوس من جميعة النساء العربيات وفلسطين نصار وروان ابراهيم من جمعية رياديات البقعة وسحر القضاة من جمعية اردنيات من اجل فلسطين وساجدة الحجاوي من جبهة العمل الاسلامي، بالاضافة الى سعد دروزة من مبادرة صمود وزهير الصادق وفخري السويطي من حزب الطليعة تحت التأسيس والمحامي حمزة الحديد من حزب العمال والدكتور قاسم القباعي امين عام حزب العمال.