هل سينجو العالم في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟
صالح سليم الحموري
19-02-2024 09:15 PM
في محاضرة تحت عنوان "هل سينجو العالم في القرن القادم؟"، يطرح البروفيسور "إيان بيغ" من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، تساؤلات حول مستقبل البشرية في ظل التقدم التكنولوجي والتحولات الاقتصادية. في هذه الجلسة التي عقدت خلال القمة العالمية للحكومات 2024 بدبي، تحاور "بيغ" مع "جون ديفتيريوس"، أستاذ إدارة الأعمال بجامعة نيويورك - أبوظبي، لبحث تأثيرات هذه التطورات على مستقبل العالم وكيفية التعامل مع المخاوف المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
"بيغ" يؤكد أن البشرية قادرة على النجاة والتطور، مستشهدًا بتاريخ التحولات الصناعية والتكنولوجية. يشير إلى أن التطورات الصناعية والاقتصادية في الخمسين عامًا الماضية قد أحدثت تغيرات اجتماعية ملحوظة، مثل تغير الكثافة السكانية. يؤكد على أهمية التركيز على المجتمعات والحفاظ على هويتها وسط التغيرات، مع الحرص على تحقيق العدالة وسن تشريعات تنظم التطورات بشكل مفيد.
يقدم "بيغ" ثلاثة نماذج للاستفادة من التطور التكنولوجي: اختراع السفن الضخمة الناقلة للبضائع، التي قلصت تكلفة الشحن عالميًا، اكتشاف كاتالين كاريكو للقاح كوفيد-19، وانتشار الحواسيب والهواتف النقالة والإنترنت، التي غيرت نمط حياة المجتمعات.
عندما نتساءل عن ملامح المرحلة القادمة، علينا أولاً أن نتساءل عن مدى مرونة القيادات وأصحاب القرار في الدول، وقدرتهم على قراءة المستقبل بشكل صحيح والعمل على سن قوانين ووضع تشريعات تنتصر لإيجابيات التكنولوجيا وتحاكي المستقبل، فيمكننا مثلاً أن نلاحظ أنه في بداية الثورة الصناعية كان هناك من يرفض وجود الآلات، وكانوا يظنون أنها ستفقدهم وظائفهم، ولكن في الواقع فإن هذه الثورة جعلت الحياة أسهل وأفضل".
من الضروري التركيز على الجوانب الإيجابية للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والعمل بثقة وتصميم. يجب تحديد الأولويات بناءً على احتياجات كل مجتمع لمواجهة التحديات والاستفادة من فرص التقدم التكنولوجي. من المهم التغلب على المخاوف المتعلقة بالتغييرات والتطورات التكنولوجية لضمان مستقبل أفضل للعالم.
للاستعداد للمستقبل، يجب على الدول والمؤسسات الاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا وتزويد مواطنيها بالمعرفة اللازمة. الدول الرائدة في هذا المجال ستتقدم وتحقق نجاحات، بينما ستواجه الدول التي تتطور ببطء تحديات متزايدة. الدول والمؤسسات التي تتأخر وتتمسك بأدوات الماضي قد تواجه خطر الانقراض والخروج من دائرة المنافسة، حيث إن العالم المتقدم لا ينتظر المتأخرين. من يصل مبكرًا إلى مرحلة التطور يكتسب ميزة تنافسية ويحقق النصر.
خبير التدريب والتطوير- كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية