أوروبا والقضية الفلسطينية
أ.د.محمد المصالحة
19-02-2024 06:48 PM
يعقد مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا سيطرت عليه مجريات الحرب على غزة والوضع في الشرق الاوسط والبحر الاحمر و مع طول فترة العدوان بدأت تنقلب مواقف دول الاتحاد من التأييد المطلق لإسرائيل إلى التغير التدريجى والخجول انسجاما مع مواقف الشعوب التى تملاء مظاهراتها شوراع وفضاءات عواصم ومدن كثيره في أوروبا تعاطفت مع الشعب الفلسطيني المظلوم ورفضا لحرب الاباده العرقية ضد عرب فلسطين في غزة.
ان الموقف الأوروبي تهيمن على توجهاته واشنطن وتؤيدها بريطانيا في ذلك حيث ظهر ذلك بوضوح في حرب اوكرانيا حين حشدت واشنطن دول الاتحاد خلفها وارهقتهم هذه الحرب عسكريا واقتصاديا بسبب حجم المساعدات التي قدمتها أوروبا بضغط أمريكي إلى اوكرانيا لاستنزاف قوة الاتحاد الروس واضعاف منافسته لواشنطن في قيادة النظام الدولى .
وتكرر واشنطن ذلك في حربها دعما لاسرائيل على غزة إذ تقوم بدفع أوروبا لتقديم أقصى ما تستطيع من المساعدات العسكرية والاقتصادية حتى ان رئيس وزراء بريطانيا بصورة غير مالوفة رافق بنفسه شحنة مساعدات من الاسلحة وغيرها للاحتلال كنوع من الرياء والنفاق لامريكا وتل ابيب.
وفي مقابل ذلك نجد ان بعض الوزراء والمسؤوليين الاوروبين أعلنوا صراحة في الأسابيع الاخيرة عن شق عصا الطاعة والانجرار خلف (المرياع) الامريكي في دعم وتأييد الموقف الاسرائيلي دون تبصر للعواقب الاجرامية التى خلفها طيران الاحتلال في غزه ضد البشر والحجر، ومن هؤلاء حكومة ايرلندا ومسؤولين اسبان وهولنديين واسكندنافيين ووزير خارجية مالطا وبوريل منسق السياسة الاوروبية الخارجية.
ولاشك ان الحسابات الانتخابية لهؤلاء المسؤولين كانت حاضرة اثناء تبنيهم مواقف اكثر اعتدالا واستقلالا وهم يشاهدون تظاهرات وشعارات الناشطين في بلدانهم تطالب بوقف الحرب وعدم بيع الاسلحة للكيان، واعطاء الفلسطينين حقوقهم في دولة فلسطينية، ولا نعتقد ان اوروبا واتحادها لديهم الاستطاعة في الانفكاك عن الموقف الامريكي، على الاقل في هذه المرحلة التي يبزغ فيها فجر جديد لقيادة النظام الدولي وسط تنافس شديد بين الشرق والغرب.
وسيظهر جليا بعد انتها ء حربي اوكرانيا وغزة.