بضعةُ سلاح وكثيرٌ من الدم
د. نضال سالم النوافعة
18-02-2024 10:53 AM
تضغط حكومة الحرب في إسرائيل لشن حملة عسكرية واسعة بمختلف أنواع التعذيب والعنف، على رفح المكتظة بالنازحين، باستراتيجيات بعيدة المدى؛ لتهجير الفلسطينيين قسرًا خارج غزة باتجاه الأراضي المصرية، أو طوعًا من خلال تدمير البنية التحتية؛ لتصبح غزة منطقة غير صالحة للحياة، والقضاء على كتائب القسام فيها، وهذا ما بدأت إسرائيل تعد له بعد أن حصلت على الضوء الأخضر من أمريكا بعد أن صرح الرئيس الأمريكي بايدن بقوله " لا ينبغي لهذه العملية أن تتم دون وضع خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ"، وإذا ما بدأت إسرائيل بتنفيذ العملية؛ ستشكل خطرًا كبيرًا على حدود مصر الرافضة لجميع سيناريوهات التهجير، حيث بادرت بالدفع بعدد من القوات العسكرية للحدود مع غزة، في محاولة منها للحفاظ على قدرها وقيمتها ، وإن هذه العملية تعدّ تهديدًا لأمنها، ويحط من قدرها كأكبر دولة.
عربية، فعلى مصر أن تحترم قدرها، وقيمتها أو أن تخضع لأمر نتنياهو، فعلاقة مصر مع إسرائيل على المحك، إضافة إلى ادّعاء إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر هي المسؤولة عن إغلاق معبر رفح وهذا ما نفاه الأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي، مؤكدًا أن إسرائيل هي من تقوم بعملية تفتيش الشاحنات بعد عبورها المعبر، وتقرر عدم دخولها إلى غزة، بما في ذلك من سياسات محاربة الإنسان باحتياجاته، تجويعه، وتهديد أمنه، وإفقاده جميع الإمكانيات المتاحة من أبسطها في الطعام، والعلاج، والمسكن الآمن، أبسط حقوق الانسان، و احتياجاته الفطرية للأمن، والمأوى، والدفئ قد فُقِدت، أو بمصطلح أدق، تم منعها بالقصد عنهم، فلربما تكون طريقة ناجحة في إبادة مقاومتهم التي تراها تنضج كخشب التنور، كلما اشتعل التعذيب عليهم، فكان لا بد من جهة مصر التلميح بتجميد إتفاقية السلام مع إسرائيل، وإن هذا العدوان سيسقط هذه الإتفاقية، غير إن إسرائيل لم تبدِ أي أهتمام بموقف مصر، وهذا ما يؤكد إصرار إسرائيل على المضي في هذه العملية؛ للضغط على حماس بالتنازل عن شروطها لإتمام بنود إتفاقية إعادة الأسرى من غزة، مؤكدًا نتنياهو بقوله "سأحترم القانون.
الدولي أثناء العملية العسكرية"، التي تنوي من خلالها تهجير ما يقارب مليون و 400 ألف غزيّ من رفح دون تحديد الجهة، وإن الهجمات التي شنتها طائرات الاحتلال على رفع مخلفةً العديد من الشهداء، هي جرائم إبادة جماعية للمدنيين، بأبشع الطرق قتلًا وتمثيلًا، دفعت هذه الغارات المواطنين باتخاذ القرار بالخروج من رفح باتجاه المناطق الوسطة في قطاع غزة، متطلعين إلى صفقة يتنازل فيها الاحتلال، وحماس تعينهم على الأوضاع التي يعيشها الأهالي.
لافتًا لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني أثناء لقائه مع الرئيس الأمريكي مؤكدًا على أن الحرب على قطاع غزة تعد واحدة من أكثر الحروب تدميرًا في التاريخ الحديث، وأن أي هجوم إسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى. باذلًا جلالته كل الجهود لإيقاف الحرب الهمجية على غزة.