دوما نسمع ونقرأ ونشاهد.. العديد من الأحاديث والمقالات والمقابلات.. والتي تتحدث عن مصائب وكوارث حلت هنا وهناك.. وعن أنها ابتلاءات من الله للدول الكافرة المستبدة والعُصاة أكثر منه للعرب والمسلمين..

وكانوا يُسَوقون الكثير من التبريرات والمشاهدات.. وأيضا كانت هناك أصوات عالية.. تقول بأن المرحلة القادمة هي للإسلام وأهله.. وأن الله قد بعث بهذه الاوبئة او الكوارث او حتى الصراعات لتغيير موازين القوى.. حتى يُمَكِن للعرب والمسلمين..

وهنا أقول.. بأن الله يُمكِن للدولة أو الأمة العادلة حتى لو كانت كافرة.. ولا يُمكن للدولة الظالمة حتى لو كانت مسلمة.. وهذه نواميسٌ ربانية وضعها الله ولا يغيرها..

إن الإعداد والعمل والمثابرة والتخطيط السليم والرؤيا الواضحة من جهة.. والعدل والإنصاف والتقدير المبني على المسافة الواحدة من الجميع.. وإسناد الأمر لأهل العلم والدراية والخبرة.. لهي أساسيات وبدهيات غرسها الله في البشر كافة.. وما القائد أو المسؤول بأقل حظ من هذه الخصال إن أراد أن ينهض بأمته وبلاده.. وهي مقومات أساسية لمن أراد لبلاده تَصَدُر الأمم..

"عن موسى بن علي عن أبيه قال.. قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص.. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.. تقوم الساعة والروم أكثر الناس.. فقال له عمرو.. أبصِر ما تقول.. قال.. أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال.. لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا..
إنهم لأحلم الناس عند فتنة..
وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة..
وأوشكهم كرة بعد فرة..
وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف..
وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك"..

فمن هذا الحديث.. نجد أن الذي يستحق الرِيادة والصدارة ببن الأمم.. هم مَن وُجِدَت فيهم الخصالُ السامية الرفيعة لتمكنهم من تبوء مقاعد المقدمة والطليعة الأممية..

وخلاصة ما أردت قوله هنا.. بأن الأخذ بالأسباب بالشكل الصحيح.. والتخطيط الإستراتيجي المبني على علم ودراية ومعرفة بالإمكانيات.. والإعتماد على الذات.. وأن نشمر عن سواعدنا ونعمل.. ولا ان نركن للقول والتنظير.. مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام "إعقل وتوكل".. لهِيَ الطريق إلى الرفعة والمنعة والتمكين.. وليس بالجلوس والتمني بأن يخسف الله الارض بالكافرين ويستثنينا..