في محاضرته بالقمة العالمية للحكومات، شارك إغناسيو غارسيا الفيس، الرئيس التنفيذي لشركة آرثر دي ليتل، رؤيته حول تمكين العبقرية البشرية في عالم الخوارزميات. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي، رغم قدرته على أداء العديد من المهام، لا يزال يفتقر إلى "الإدراك والوعي البشري". وأشار إلى أن الخوف من الذكاء الاصطناعي هو أمر طبيعي، مستشهدًا بمخاوف سابقة من التكنولوجيا الجديدة مثل الطباعة ثلاثية الابعاد والحواسيب الشخصية والإنترنت والعمل عن بُعد.

وأكد على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيد من الإنتاجية ويحسن أداء العمل من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ومنطقية. وأشار إلى أنه لا ينبغي الخلط بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري، فالأول هو مجرد "محاكاة تفتقر إلى الوعي والإدراك الكامل" الذي يتميز به البشر.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في خلق خدمات جديدة وتجارب للمتعاملين ونماذج أعمال جديدة، وأنه يجب استخدامه لجعل البشر "أكثر إنسانية" من خلال تحريرهم من المهام الروتينية وتمكينهم من التركيز على الإبداع والتفاعل الاجتماعي.

وأكد الفيس على أهمية الجمع بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي لتحقيق التقدم والابتكار، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في حل التحديات الكبرى مثل تغير المناخ وتطوير تقنيات جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة.

يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة عظيمة لتعزيز العبقرية البشرية، شريطة أن نستخدمه بحكمة وندمجه مع قيمنا وإبداعنا الإنساني. من خلال التعاون بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي، يمكننا تسخير قدرات هذه التكنولوجيا المتقدمة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الابتكار. الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة تفوق قدرات الإنسان، مما يفتح آفاقًا جديدة في البحث العلمي، والطب، والتكنولوجيا، والعديد من المجالات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتولى المهام المتكررة والشاقة، مما يتيح للبشر التركيز على الأنشطة الإبداعية والتفاعلية التي تتطلب الحس الإنساني والتعاطف. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا بطريقة متوازنة ومسؤولة، يمكننا إحداث تغيير إيجابي وبناء مستقبل أكثر إنسانية واستدامة.

* خبير التدريب والتطوير/ كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية