بعد ان عجزت اسرائيل عن تحقيق اهدافها المعلنة للحرب على قطاع غزة،ومضي 134 يوما على الحرب ،دون اية نتائج على الارض لصالح الاحتلال،بل على العكس،فإن قوات الاحتلال تمنى بخسائر فادحة جدا بالعتاد والرجال،وهزائم ساحقة متتالية في الميدان،لجأت اجهزة الامن الاسرائيلية المختلفة، الى اتباع اسلوب جديد في هذه الحرب،وهو محاولة زرع الفتنة الداخلية بين فئات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المقاوم،حيث تقوم بارسال وحدات او مجموعات مستعربة كما تفعل في الضفة الغربية،لاغتيال بعض المواطنين في منطقة رفح تحديدا،او الاشارة الى المواطنين الذين يرتقون بفعل قصف الاحتلال الجوي والبري والبحري،واصدار بيانات ادانة تحمل اسماء عشائر غزاوية تدين فصائل فلسطينية ،وخاصة حماس وفصائل المقاومة بشكل عام،تحملها مسؤولية قتلهم ،وقد بدأت هذه اللعبة في رفح ،من اجل زعزعة النسيج الاجتماعي القوي فيها،واضعاف الترابط بين المقاومة وحاضنتها الملتزمة هناك،والاحتلال يتجهز ويستعد لاجتياح رفح ،وهو يعلم جيدا ماذا ينتظره في هذه المدينة ومحيطها .
وقد صدر اخيرا بيانا باسم عشائر رفح يدين حركة حماس ويتهمها بقتل شاب من احدى تلك العشائر، ومن المؤكد ان هذا البيان من صناعة الموساد وبالذات الوحدة 8200 صاحبة الاختصاص في مثل هذه المهام.
هذه الالاعيب البهلوانية والخزعبلات والحركات المكشوفة، لا تمر ولا تنطلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هذا الشعب الذي انجب هذه المقاومة ويصمد هذا الصمود الاسطوري دفاعا عن ابنائه المقاومين وتضامنا معهم، ويقدم كل هذه التضحيات الجسام دفاعا عن الارض والعرض .
سبق للاحتلال ان حاول زرع وخلق فتنة داخلية بين مجتمع اللاجئين في قطاع غزة، وبين سكان القطاع الاصليين، وفشل على الفور،والان يعيد الكرة مرة اخرى،لايجاد شرخ بين الشعب والمقاومة في القطاع ،ويعتبر هذا احد اهداف الاحتلال وهو يمعن في قتل المدنيين وخاصة الاطفال والنساء،بهدف تأليب الحاضنة الشعبية ضد المقاومة،واجبارها على رفض الفصائل التي تقاوم الاحتلال، وكذلك فرض الحصار الشامل والتجويع والتمويت ببطء ،احد اهدافه تحريض الحاضنة الشعبية ضد المقاومة،الى جانب الضغط عليها لاهداف اخرى كثيرة.
وعي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتجربته الطويلة في النضال والكفاح ضد الاحتلال، تؤهله لافشال كل محاولات الاحتلال الهادفة الى زرع الفتنة الداخلية في صفوف المواطنين والفصائل.
كل هذه المحاولات البائسة ،ناتجة عن الفشل والعجز في ميدان المعركة ،وعدم القدرة على المواجهة ،والاحتلال المهزوم والمأزوم ،يستخدم كل ما يستطيع استخدامه من اساليب الحرب النفسية والادعاءات المعنوية ،مثل صناعة الافلام والتمثيليات ،كما فعل عندما قام بشراء الاسيرين،الى جانب صناعة الفتن،وقد اصدر البيان المنسوب لعشائر رفح الذي يدين حماس ،بعد ان تم كشف كذب مسرحيته وادعائه بتحرير الاسيرين خلال معركة عنيفة استمرت اكثر من ساعة كما قال،علما بأنه دفع ثمنهما مليوني دولار ،واستلمهما دون اطلاق رصاصة واحدة.
كل مواطن فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، مدعو للحذر والانتباه واليقظة وتكذيب أي بيان منسوب لأي جهة فلسطينية ضد اخرى وتجاهله تماما، وعدم الاخذ به او التجاوب معه ولا الاهتمام به، لان هدف العدو ، خلق اصطفافات وطنية متناحرة بين فئات الشعب الفلسطيني،وصولا الى اشعال حرب اهلية على الساحة الفلسطينية .