في جلسة بارزة في القمة العالمية للحكومات، اتحد "جنسن هوانغ"، الرئيس التنفيذي لشركة "نيفادا" رائدة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ف العالم، مع عمر العلماء، وزير الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، لمناقشة التعايش المتناغم بين الحاضر والمستقبل من خلال التكنولوجيا المتقدمة. هدف الحوار كان تقديم رؤى حول إنجازات التكنولوجيا التي تسد الفجوة بين القدرات الحالية والرؤى المستقبلية، خلقًا لعالم يكون فيه التقدم التقني أداة تمكين للجميع، وسدًا للفجوة الرقمية، وممهدًا لمستقبل شامل.

قال جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "نيفادا"، إن التقدم التكنولوجي سيحافظ على تكلفة الذكاء الاصطناعي تحت السيطرة. حيث يتوقع هوانغ أن التقدم في مجال الحوسبة خلال السنوات القليلة المقبلة سيبقي تكلفة تطوير الذكاء الاصطناعي أقل بكثير من 7 تريليون دولار التي يُزعم أن سام ألتمان الرئيس التنفيذي الى شركة "اوبن داتا" التي يسعى لجمعها.

"جنسن هوانغ استشرف المستقبل وقال انه لا يمكنك الاعتماد فقط على شراء المزيد من الحواسيب. يجب أن تفترض أيضًا أن الحواسيب ستصبح أسرع، وبالتالي فإن الكمية الإجمالية التي تحتاجها ستكون أقل"، هذا ما قاله هوانغ. شركته، التي تصنع أكثر مسرعات الذكاء الاصطناعي طلبًا، تقود الطريق في خفض تكلفة الذكاء الاصطناعي من خلال تصنيع رقائق "أسرع فأسرع".

ومع ذلك، لا يتوقع هوانغ أن يتوقف الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في أي وقت قريب. وفي تصريحاته، قدر أن التكلفة العالمية لمراكز البيانات التي تشغل الذكاء الاصطناعي ستتضاعف في السنوات الخمس المقبلة.

نقف اليوم على أعتاب "عهد جديد" كما يقول البرفسور يوسف العساف، رئيس جامعة روشستر الامريكية، ونشهد ثورة صناعية فريدة ضمن إطار الثورة الصناعية الرابعة. بالفعل، لدينا حاليًا قاعدة بيانات بقيمة تريليون دولار مثبتة وفعّالة. ومن المتوقع أن تتضاعف هذه القيمة لتصل إلى 2 تريليون دولار خلال السنوات الأربع إلى الخمس القادمة، حيث ستشغل مراكز البيانات هذه البرمجيات عبر العالم أجمع. "يؤكد هوانغ على أهمية "ديمقراطية التكنولوجيا"، مشيرًا إلى أن الباحثين من مختلف الجامعات يعملون في هذا الاتجاه لتسريع مستوى الابتكار، مما سيجعل تكلفة البيع والشراء أقل بكثير.

ينصح هوانغ الدول بضرورة امتلاك ذكائها الوطني وان يكون لها السيادة على بيناته، " الذكاء الاصطناعي السيادي كاستراتيجية جديدة للأمن القومي." وعدم السماح لأي شخص آخر بالقيام بذلك. "أول شيء يجب على كل دولة القيام به هو بناء البنية التحتية وعدم العمل على تطبيق معين"، يقول. "إذا كنت ترغب في تطوير الطاقة، عليك أن تبني المولدات. وإذا كنت تريد الغذاء، عليك أن تبني المزارع. وإذا كنت تريد الذكاء الاصطناعي، عليك أن تبني البنية التحتية".

"لا شك أن الذكاء الاصطناعي يُعد ركيزة أساسية لدعم مختلف العلوم والمجالات. بناء بنية تحتية قوية يتيح لنا تمكين العقول المبتكرة والخبراء لإثراء نظام الذكاء الاصطناعي، مما يستلزم من الدول تهيئة مواطنيها لاستقبال تقنيات ومعارف المستقبل بكفاءة."

"لذا، يُعد استشراف المستقبل وتهيئة الأجيال الجديدة للتكيف مع هذا العالم المتغير أمرًا حتميًا، وذلك من خلال تقديم تعليم متطور وتدريب مستمر في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة. من الضروري أن تتبنى الحكومات والمؤسسات التعليمية نهجًا أكثر تعاونًا ورشاقة، والعمل سويًا لإعداد مناهج تعليمية تعزز الابتكار والتقنية، مع توفير فرص للتجارب العملية والبحث العلمي. بهذه الطريقة، نضمن تأهيل مواطنينا ليكونوا عناصر فعالة في مستقبل يشهد تقدمًا تكنولوجيًا وتطورًا في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يمهد الطريق لدخولنا في الثورة الصناعية الخامسة عاجلاً وليس آجلاً."