الوضوح اللا أخلاقي في الحرب الإسرائيلية على غزة و إزدواجية المعايير
المحامية رانيا أبو عنزة
16-02-2024 09:39 PM
بداية إن الولايات المتحدة والغرب يريدان بقاء إسرائيل في المنطقة"، وبالتالي "الموافقة على تعاملها مع ما يهددها من أخطار".
منذ أكتوبر الماضي، وجهت أصابع الإتهام للولايات المتحدة وحلفائها لمعاييرهم المزدوجة اتجاه الصراعين في أوكرانيا وغزة، حيث التزمت هذه الدول الصمت في الحرب على غزة بينما تصاعدت الدعوات على روسيا مع استنكار الحرب على أوكرانيا، بحيث أصبحت الحرب الأوكرانية والحرب على غزة هي محور النقاش العالمي .
ففي الوقت الذي تصاعدت فيه الدعوات ضد روسيا ،هرعت الدول الغربية لتقديم دعم فوري وغير مشروط لمساندة الكيان الصهيوني الغاصب ،وذلك من خلال تقديم المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا مع فتح الحدود أمام اللاجئين الأوكرانين لإستقبالهم باعتبار أن الهجوم الروسي على أوكرانيا هو هجوم غير مبرر و عدوان على الأراضي الأوكرانية على نقيض تجاهلهم التام لما يحدث في غزة ، ولاحظنا ذلك من خلال استعمال الولايات المتحدة لحق " الڤيتو" لدى مجلس الأمن لوقف أي قرار يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة بينما يضغطوا على مجلس الأمن لتبني القرارات التي تدين روسيا .
علماً إن حجم المعاناة بين الشعب الأوكراني و شعب غزة لا يقارن ، لأن الشعب في غزة يباد وهو المستهدف .
الأمر يتعلق بالإحساس بالعدالة والرحمة عندما أدان قادة الغرب العدوان على أوكرانيا ووصفوا الحرب الروسية على أوكرنيا بأنها "جريمة حرب "، على نقيض التزامهم الصمت أمام المجازر التي ارتكبت بحق لفلسطينين مع تأييدهم الحرب على غزة و تأييدهم للكيان الغاصب من حرمان سكان غزة من الكهرباء و مياه الشرب ومنع مرور المساعدات الغذائية والطبية ، بالإضافة ما أقدم عليه الكيان الصهيوني من تدمير البنية التحتية واستهداف المدنيين و المستشفيات .
لماذا هذا الاختلاف في التعامل مع غزة وأوكرانيا؟
يرى نبيل رشوان، الخبير المتخصص في الشأن الروسي، أن المسألة الأساسية في تعامل الغرب مع أوكرانيا وغزة، هي أن الأولى دولة ذات سيادة ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة، أما في غزة، فالغرب يعتبر حماس حركة "إرهابية".
في النهاية ، ما يحدث في فلسطسن المحتلة هو إرهاب داخل أراضيها ، لذا إنه يعتبر شأن داخلي ، في هذه الحالة لا يوجد صلاحيات لتدخل مجلس الأممن الدولي لأن المجلس الدولي خلق أو وجد للحفاظ على الأمن و السلم الدولي من وقوع الحروب العالمية وليس لتحقيق غايات سياسية كما تفعل أمريكا الآن باستخدام حق الڤيتو لصالح طفلها المدلل الكيان الصهيوني الغاصب مما يحرف بوصلة وجود مجلس أمن دولي يحمي العالم من الحروب و المجاعات و المجازر الوحشية .إن مجلس الأمن الدولي يخدم مصالح الدول الغربية العظمى كما حدث في الحروب الغربية .