facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين جرش واربد


د. صبري ربيحات
15-02-2024 07:37 PM

المسارات السياحية ليست مقصورة على تلك التي تخطط لها وتمولها مديرية او هيئة تنشيط السياحة التي تجهد نفسها في استقطاب الناس لزيارة مناطق معينة وتعمل على دعم وتمويل الشركات والمرافق التي يجري ادراجها في هذا البرنامج.....

بالامس اتيح لي ان اتجول في خمسة محافظات اردنية ولستمتع بسحر وجمال الطبيعة في بلادنا خارج توصيات ومسارات وبرنامج الاردن جنة الذي يعتقد البعض انه التعويذة التي ستخرج القطاع السياحي من ازمته التي لم يكن لنا دور في ظهورها ولا حول لنا ولا قوة في تجاوزها ما لم تتوقف الحرب الغاشمة على اهلنا في غزة ويتلاشى التوتر الذي أصبح عنوان المنطقة والصفة التي لا يمكن لمن ياتي على ذكر الشرق الاوسط ان لا يذكرها ...

جولة الامس التي سعدت بمرافقة الشيخ فضل الدبيس الصديق العتيق الدائم احد أركان ورواد الزراعات الحديثة في الاردن واحد المع وجوه ورجالات الامن العام عبر ثلاثة عقود من القرن الماضي بدأت من الصويفية في عمان عند العاشرة صباحا وتطوف اجزاء من محافظات البلقاء وعجلون واربد وجرش مرورا في الأطراف الغربية للزرقاء قبل ان نعود الى حيث انطلقنا عند السابعة مساء

في الرحلة التي انتقلنا فيها من برودة عمان الى دفء الاغوار تدلينا من ارتفاع يزيد على الالف متر الى الصدع الذي تنخفض قاعدة أرضه عن ال٤٠٠م عن سطح البحر .
وسط الجبال المتقابلة على طرفي حفرة الانهدام وفي الحزمان الكامنة بين الاودية السحيقة تتنافس الشجيرات التي يبعث النظر لخضرتها وارتواءها على الكثير من الراحة والتفاؤل...

على الطريق المكتظة بالمعالم وعروض الاشتال والسماد وأدوية الرش والزراعة وعرائش المنتجات كان ابو جمال يفتح من وقت لاخر صفحة من الماضي او يشاركني خاطرة او فكرة فنشبعها قراءة ودرسا قبل ان نطويها او تجذبنا مشاهد الغور الساحر الانيس. في ساعتين او اكثر مررنا على استذكار عشرات الاحداث والأشخاص والمواقف التي علقت على جدران الذاكرة المشتركة.

بعد وقفة قصيرة في دير علا واحتساء القهوة والشاي في متجر القواسمي الذي أصر على أهدائنا فيضا من اجود منتجات خضار الاغوار ومن قبالة مقام ابو عبيدة عامر بن الجراح انطلقنا للامساك بالطريق التي ستأخذنا عبر قرى وبلدات عجلون الى مقر مضيفنا المكرم في بلدة بليلا الواقعة على الحد الفاصل بين محافظتي اربد وجرش ..

لقد كنا على موعد مع بقية الاصدقاء ليلتئم جمعنا على مائدة الصديق الوفي العميد أمن عام المتقاعد فايز قبلان احد اهم الرجلات الذين ارسوا قواعد التدريب المنهجي للمؤسسات وادار المعاهد والكليات بخبرة فريدة اكتسبها من شغفه الكبير ودورات التحقيق التي تلقاها في الFBI وغيرها من المعاهد العالمية والعربية ....

الخضرة التي تغطي سفوح الجبال في عجلون تلفت الانظار وتريح النفوس والشارع الواصل بين كفرنجة والاغوار طريق مريح يحظى بنصيب وافر من الصيانة والتجهيز ....على طول الطريق بدى واضحا الحضور الأمني الذي أوحى بأن هناك ما قد يدعو لذلك.....

على مقربة من احد المنعطفات اوقفنا ضابط وشرطي . في غاية التهذيب ..قبل ان نغادر نقطة التفتيش سألت الضابط بعدما تبادلنا معه حديثا وديا حول شعوره ونوعية المخاطر و عن الصلة بينه وبين بعض اصدقاء لنا يحملون اسم العائلة التي ظهرت على إشارة الاسم المثبتة على صدره .

سألته عن ما يدفعه لإيقاف سيارة ما واذا ما كان هناك قواعد او مؤشرات توجه اختيار سيارة وترك اخرى ...اجابنا الضابط بكل أدب واحترام فهو يعرف اننا رفاق سلاح وأننا ضباط سابقين في الجهاز الذي يحمل شعاره.

لقد قاربت الساعة على الواحدة والنصف وكان علينا ان نحث الخطى لمقابلة أصدقاء اعزاء واستاذة لنا نتطلع الى اللقاء بهم فاللواء احمد ابو السعود والعميد الشيخ حمد فيصل الغزاوي سيكونان شركائنا في اللقاء الخير في ضياف ابو خالد الذي لا ينفك عن جمع الاصدقاء والاحبة على مائدته التي تتجدد مع كل فصل من فصول العام.

هنا كان علينا ان نعود الى خرائط جوجل لتقدير المسافة المتبقية والطريق الأقرب لمنزل مضيفنا وكان على قائد رحلتنا واميرها ابو جمال ان يضبط ايقاع رحلتنا في ضوء تقديرات جوجل والمسالك المقترحة لغايتنا....

لقد عبرنا مدينة عجلون الى صخرة ومنها إلى حدود اربد للانعطاف شرقا باتجاه بلدة النعيمة المطلة على سهول حوران المتوردة تربتها.

نعم لقد غطت حرارة لقاء مضيفنا على برودة طقس الشمال وتكللت جلستنا بوصول عمدتنا الباشا ابو السعود وصديقنا الودود ابو فيصل الغزاوي فقد تحدثنا كثيرا عن الماضي واكثر عن الحاضر وتشتت اهتمامنا عندما حاولنا ان نقول شيء عن المستقبل...

خلال ساعات تمنينا لو انها لا تنقضي استرجعنا سيرة مجتمع اردني كان عنوانه الامل الذي طالما تولد من ضباب القنوط وتذكرنا مسيرة حفر الأوائل على جداره اسماءهم وتمنياتي لهذا البلد ان ترعاه العناية الإلهية

وان يلتفت الجميع الى مايحدقبه من اخطار .

الشكر لمضيفنا الشهم والعمر والصحة للرجل الذي أرسى اول أسس الثقافة المرورية في هذا البلد الخير اطال الله في عمر الباشا ابو السعود والصديق حمد الغزاوي والمحبة لرفيق الدرب ابو جمال وللأستاذ المحامي مازن قبلان وكل الرفاق في جهاز الامن العام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :