ادعي انني لم احسد احدا على مدار عمري بما حصل عليه او كان فيه، لكني (اغبط دوما) من اكرمه الله بابنة من صلبه!
ووالله اني غبطتك يا سيدي على هذا الدفئ الذي طوقتك به كريمتك النبيلة في عيدك، ليس المهم الرقم فيه بل روحك الوثابة التي
ظلت تراقص كل جميل في حياتنا..
هل غرت منك على الصورة التي احتوت فيها معالي ناديا بهاءك وطلتك ونشرتها (عمون) على قرائها!.. لقد غرت غيرة الصديق وانتويت ان اكتب عنك في حياتك ادام الله بقائك لنا كي اقول للسيدة ناديا ان عبد الرؤوف ليس لك وحدك انه لنا نشاركك فيه ونتقاسم واياك الدعاء
ان يبقيه لنا حكمة وشيخا لوطنيتنا..
يا صاحب الذكرى، ويا سيد العيد ابو عصام.. حفظكما الله… رافقتك بحب الصداقة في اوج ما ادركته من سطوة.. وظللت تهب المواقع قيمة التواضع بدل ان تأخذك هي الى عالم الكبر ورأيتك في اشد امتحانات الحياة قسوة فلم ينل الحزن من سطوتك على الحياة وعزمك على التغيير لصالح الحياة… واشهد في مسيرتك انك الوفي الجسور الذي صنع للوفاء حافة جديدة في معناها تلك الحافة (انك لا تبالي بتبعات الوفاء)… كذلك ليس انسب مني ان اصف خلقك وعلو قدرك حين تخالف احدا او يخالفك هو واشهد الله علي قبل عباده انك في هذا المقام رجل دولة من طرز تنتسب الى عالم غير عالم النكايات والدسيسة التي اضحت احدى قواعد التقدم في مجتمعات اندفعت لتقليد (الفردية الغربية) من دون اي وازع وبقيت انت غير كل هذا..
لماذا اكتب عن عبد الرؤوف اليوم!؟ في عيد الحب الذي هو ولد على حافته. الاقرب؟
لان الحب اول الدنيا وان الحب علم الرجال وان مملكة الحب الاولى التي صنعها الاباء كلهم هي وطننا الدائم باذن الله.. ساكتب عن عبد الرؤوف بحب مجرد من اي دافع اخر فلا انا في موقع حاجة اتزلفه ولا هو في وضع ينتظر غير ما يستحقه فينا.. حب عبد الرؤوف الروابدة
حق علينا واجب اشهاره مثل حبنا لكل بناة هذا الوطن ومن قدم ذوب فؤاده راغبا وقادرا..
ساكتب عنه لانه يشبهنا اكثر من غيره ويفهمنا اكثر من سواه ولم يتغير علينا… لقد ابتدعت هذه الأمة علما يخصها دون سواها، (علم الرجال وعلم الجرح والتعديل) ولأن كان هذا العلم ممهورا كخاصية من خصوصيات الفقه الا انه يجوز استعارته للحديث عن (ابو عصام وامثال ابي عصام) لتظل محاولة يجب ان تنهض بها الدولة قبل افرادها بان تنقل ذاكرة الاردني (من المشافهة البغيضة) والتي قد تخضع للتحوير
الى الذاكرة المدونة فتصبح ذاكرة وطنية يتعلم منها الاجيال بترو وصبر ومحاكاة
اول عبد الرؤوف هو انه اول رئيس في عهد الملك عبدالله الثاني، وفي ذلك لحظة من تاريخ تحتاج الى مؤرخ متفرغ كي يرصدها ويستخلص عبرها من حيث المبدأ..
كان الرجل مشروع رئيس وزراء على بوابة الفرصة منتظرا ومرشحا قبل ان تؤول اليه فقد ادى كل (رقصات الزار) المطلوبة لمنصب المقعد الاول في دولتنا العتيدة، شغل نائبا للرئيس وابدع وعمل امينا لعمان وابهرنا اجمعين وانخرط في النيابة في مرحلة كانت المباهاة كم لبث المرشح في سجن الجفر او المحطة وقد اشهر الرجل شعاراته الموالية دون مواربة وكان في ذلك مغامرة واقبل عليها وتخطاها وفي ذلك ما كان اقرب الى المعجزة ثم وثم وثم.. كلها كانت مزايا وخصال له محسوبة ولكن هذا المنصب الاردني (الرئيس) فيه من الالغاز والبخت
اكثر بكثير مما يحكمه قانون او أثر ولما جاءته الرئاسة منقادة تجرجر اذيالها كان الحسين رحمه الله قد مضى الى جوار ربه وتولى جيل من الهاشميين لا احسب ان عبد الرؤوف كان على معرفة بدوافعه وطريقة تفكيره فالروابدة كان ابن التجربة الحسينية في الحكم
وهنا تكمن تاريخية وأهمية تجربة الرجل ليس فقط انه وقع على كاهله الاسهام في تثبيت اركان الحكم في مرحلته (العبدلية) بل تأهيل ذاته للانخراط في اجواء العهد الجديد الذي اعتاد على نمط اخر في الحكم.. كيف لرئيس وزراء ينتسب لمدرسة في الحكم غير المدرسة التي كتب عليه ان يكون فيها الرجل الاول في ادارة الحكومة.. كيف له ان ينجح ويصمد ويحظى بلقب (البلدوزر) ويمضي الى حلقات اخرى هامة في ادارة الدولة ولم يعتب ولم يحرد ولم يبتعد ولم ينتقد بل مضى يشهر رأيه بوضوح وحسم فيما قبل به وفيما اعرض عنه بوطنية مطلقة وبوضوح القاضي وبمرجلة الفرسان
تلك ابهى صورة من صور عبد الرؤوف السياسي الذي مضى حين مضى كان وفيا للعهدين بخلق ونقش كل مرحلته باغنية هو من ارادها
(هلا يا عين ابونا) كان الوفاء للحسين في عيني ابو عصام لا تخطئه عين منصف والولاء لمليكه ابو الحسين لا يحتاج الى برهان..
ازعم ان التاريخ السياسي الاردني سيدين كثيرين سعوا الى التغاطي مع الملكية العبدلية وكأنها فكاك عن المرحلة الحسينية وعوملت المرحلة تلك من بعض مراهقي ومنافقي السياسة وكأنها مشروع انقلاب لان عقولهم كانت تعمل ضمن اطر جمهورية وليست ملكية
إلاك يا عبد الرؤوف الذي جمع بين عيني الاب وخوابي الملك الجديد وسيظل عبد الرؤوف بحاجة في تجربته ان تدرس بعمق من لدن مراكز الدراسات التي تبعبع وتجعجع في استطلاعات تقلد مؤسسات الغرب وتضحك على عقولنا وتصرف جهدا لا قبل لنا به ولسنا بحاجة اليه
ادرسوا الرجال وافتحوا قلوبكم للتقوى الوطنية خيرا ألف مرة من هذر التمويل او التحويل الاجنبي لا فرق
هل اقول شيئا اخر في هذا المقال المحب !؟
كيف يكون السياسي ناجحا؟! حين يشبه ربعه واهله فالاقليمي قبيح لا قلب له والجاحد للفضل الوطني عليه رديء لا يعتد به والمترفع طبيقيا لأن الله قد يسر له سبل الغنى سوف يسلبه الله وسيلة كبره وأي وطني يتعارض مع وطنيته بالتبشير والعمل على تمريس الطائفية او المناطقية او الافلمة (مثل الاقلمة) التي تودي بالاوطان او الشللي الذي جاء ليخدم شلة بعينها كل اولائك النماذج المؤسفة
موجودة فينا بمقدار لكن النقيض لكل ذلك من يؤمن بان الهاشمية رسالة امة وما الجغرافيا الا ركنا من اركانها وان الوطنية تكمن بالاعتراف بعدالة الدولة ونزاهتها وحماية مكتسباتها والمساواة لمواطنيها في السراء والضراء وان المسطرة هي الولاء للعرش والبر بالوطن وليس دون ذلك شيء جدير بالاعتراف به
واشهد على ما اقول ان عبدالرؤوف الروابدة كان اخر الرجال الذين يشبهوننا واخر الرجال الذين ما انحازوا لغير الاردن واخر الرجال الذي فهم الاردنية انها رسالة…
في عيد الحب ثمة رجال ثلاث مروا على هذا البر الشامي المجيد يستحقون ان يكتب فيهم بحب وان يذكر دورهم بحب
ها هو عبدالرؤوف شيخنا وشبيهنا امد الله في عمرك.. وقائد الجيش ابن البلقاء الشهم الذي حين التف الحبل على اعناقنا بالفتنة فرد قلبه للريح وتصدى لها فارسا للوطن ذاد عن حقه في الدفاع عن الملك ونبيلا بخلقه ظل حين زم كل الخلق البلقاوي بيد ومد سيفه بيد
وغرز اصبعه في عين الفتنة يوسف الحنيطي الذي مثل الشهامة وعز الولاء للجندية، واما الثالث فهو الذي كان للحب بابا وللحرية نشيدا
وللوطنية مقصدا انه احمد عبيدات اطال الله في عمره فقد علم جيلنا كله كيف نلغي المسافة بين الوطنية وبين الشجاعة..