درسنا في الصفوف الابتدائية الأولى عن سباق الأرنب والسلحفاة، ولمن كان غائبا في تلك الحصّة فالقصّة تتلخص بأن أرنب سريع قرر أن يسابق سلحفاة ولأن الأرنب كان يعرف أن سباقه مع السلحفاة محسوم قبل بدايته فإنه لم يتدرب، ولم يلتزم بتعليمات "خوسيه مورينو" ومن باب الثقة بالنفس فإنه بعد انطلاق السباق قفز مسرعا إلى خط النهاية وأنهى السباق "بفحجتين" وصرخ في وجه الحضور "إن شاء الله إنكم مصدقين إنها هاي المصدية تسبقني...!!!".
في النسخة الأردنية تفوز السلحفاة لذلك تعكس مثل هذه الحكايات لدى الأردنيين شعورا غير الذي كتبت له، وعلى سبيل المثال لا الحصر أنا بعد أن درست القصة خرجت بنتيجة مفادها أن الفرو سبب خسارة الأرنب...!!! استنتاج آخر مفاده أن النوم في أحضان الطبيعة غير صحي. أن السلحفاة، حتى وإن فازت بالسباق فستبقى سلحفاة وسينظر الناس باهتمام أكبر "للأرنب". أيضا يمكن أن ينام الأرنب أسفل شجرة وليس داخل جحر. العالم عرف أن الأرنب خسر ولم يعرف أن السلحفاة فازت. و الكاتب تدخل بشكل سافر في القصّة وأن القصة أخذت منحنى هندي جداوأخيرا لا زال شكل الأرنب جميل والسلحفاة مقرفة.
لدي الاستعداد للخروج بأكثر من ألف استنتاج خاطئ، غير الذي كُـتبت القصّة له، وفي الأردن تتعامل الحكومة معنا كما تعاملت مع هذه القصّة، لديهم الكثير من الاستنتاجات الخاطئة "المتعمّدة" التي نظن معها أن الصورة وصلت خاطئة بسببنا نحن الذين "نحاول" إيصال صوتنا.
وربما أن الحكومة قرأت هذه القصص وأخذت الجانب السلبي وجعلت منه محور العمل لديها، لأن البطء الذي تسير عليه "بطلع الروح"...استنتجوا من تراث تلك القصص أن امتطاء السلحفاة هو الذي سيوصلهم إلى نهاية السباق، وان الخيل العربية الأصيلة "حكي فاضي".
إذا كانت قضية شيك بدون رصيد تستغرق عاما لدى قضائنا "النزيه"، علما أن الشاكي والمشتكى عليه والدليل بين يدي القاضي، ترى كم يستغرق لجنة الحوار الوطني - التي أنا وانتم لسنا أعضاء فيها- دراسة قانون انتخاب عصري والخروج بتوصياته؟!! وكم يلزم هيئة مكافحة الفساد للتحقيق في قضية موارد؟!!وفي أي قرن سنرى محاكمة الفاسدين.
لو أجرينا سباق بين السلحفاة ومسيرة الإصلاح في الأردن، فمن يفوز؟!!!