قضية (بشار) .. هل تسلل الموساد الى اطرافنا?
فهد الخيطان
20-03-2011 03:49 AM
منذ سنوات لم نسمع عن ضبط عميل واحد لاسرائيل
تضاربت المعلومات بشأن الاتهامات والاعترافات المنسوبة للشاب الاردني الموقوف لدى اجهزة الامن المصرية والمتهم بالتخابر مع الموساد الاسرائيلي.
مصدر قضائي مصري قال لمراسل »العرب اليوم« في القاهرة ان »المتهم ادلى باعترافات خطيرة يتعلق معظمها بنقله معلومات عن شخصيات وجهات سيادية وامنية اردنية الى الموساد الاسرائيلي«.
اضافة الى قيامه بالتنصت على مكالمات المسؤولين المصريين الدولية عبر الاقمار الصناعية. لكن محضر التحقيقات مع المتهم الاردني الذي نشرته صحف مصرية امس الاول يشير أن الشاب »بشار« اعترف بأنه »لم يرسل أي معلومات ولم ينفذ ما طلبه الضابط الاسرائيلي.
وروى »حسب صحيفة المصري اليوم« - قصة بوليسية عن الطريقة التي اوصلته الى الضابط الاسرائيلي.
الثابت الاول من محاضر التحقيق ان هناك علاقة نشأت عبر الهاتف بين المتهم الاردني وضابط الموساد الاسرائيلي, ولم يبادر الى ابلاغ الجهات الرسمية في مصر عنها, وبرر »بشار« ذلك بالقول انه تعرض للتهديد من الضابط الاسرائيلي بالشيكات التي اشترى بها اجهزة »تمرير المكالمات الدولية« من طرف ثالث وفوجىء عندما علم بأنها وقعت في يدي ضابط الموساد.
والثابت الثاني ان »بشار« قبل ان يسافر الى مصر كان يعمل في الاردن في مجال البرمجيات ويملك اجهزة »حسب اعترافه« لتمرير المكالمات الدولية بشكل مخالف للقانون, وهي ذات الاجهزة التي تتهمه النيابة المصرية بأنه استخدمها للتنصت على مكالمات كبار المسؤولين في مصر.
حتى الآن ما تزال قضية الشاب الاردني في دائرة التحقيق وسيبقى المتهم بريئا الى ان يثبت للمحكمة خلاف ذلك.
لكن قضية »بشار« المواطن الاردني تطرح اسئلة مسكوتاً عنها حول نفوذ وحضور جهاز الموساد الاسرائيلي في الاردن.
علاقة مصر مع اسرائيل لا تختلف عن الاردن وكلا البلدين يرتبطان بمعاهدة سلام مع اسرائيل, غير ان محاولات اختراق الموساد لأمن مصر لم تتوقف, واعلن في السنوات الماضية عن ضبط اكثر من شبكة تجسس, كان ذلك في زمن نظام مبارك المتحالف مع اسرائيل, ولا نعلم ماذا سيتكشف من حلقات التجسس بعد سقوطه.
اما في الاردن, فلم نسمع عن اكتشاف اي جاسوس او شبكة تجسس منذ توقيع معاهدة عربة ولا يمكن للمرء ان يصدق بأن اسرائيل واحتراما منها للمعاهدة توقفت عن ممارسة اي نشاط استخباري في الاردن او تجنيد عملاء في بيئة سياسية مفتوحة توفر فيها »المعاهدة« غطاء قانونيا لتحرك عناصر الموساد باسماء وهويات مزورة. وفي اجواء شهدت علاقة حميمية في مرحلة سابقة بين الطرفين وصلت الى حد التنسيق الكامل في كل ما يتصل بشؤون الطرفين.
والاردن كما يظهر من اعترافات »بشار« تتوافر في اسواقه تقنيات متطورة للاتصالات تتيح لمستخدمها ممارسة اشكال التجسس الآمن كافة واعتراض المكالمات الهاتفية.
ويذهب بعض المراقبين في مخاوفهم الى ابعد من ذلك ان العلاقات بين مسؤولي الطرفين شهدت - خلال سنوات سابقة على مرحلة البرود الحالية - تقاربا كبيرا سمح للجانب الاسرائيلي بالتغلغل بثنايا المؤسسات الاردنية والوصول الى معلومات حساسة او زرع عملاء في بعض المواقع.
الثقة بمهنية المؤسسات الأمنية الاردنية ووطنية عناصرها وقدرتهم على صيد العملاء والجواسيس كبيرة جدا, لكننا نخشى فعلا من ان يكون »الموساد« قد تسلل الى اطرافنا فجند وزرع العملاء, بينما كنا مشغولين في حربنا العالمية ضد الارهاب وشبكاته.
ما زلت اذكر كلام احد المسؤولين قبل سنوات قليلة عن التحالف الوثيق مع اسرائيل في مواجهة الارهاب وتهريب الاسلحة.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)