العراب هو الاب الروحي لمجموعة بشرية تؤمن بأفكار ومبادئ يقوم العراب بالتنظير لها بما يخلق نوع من التناغم الفكري الذي ينعكس ايجاباً على الاداء ومن هنا لا بد ان اكتب عن عراب الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني الرفيق مصطفى حمارنة ففي الاونة الاخيرة ظهرت عدة مقالات تتناول تصريحاته في مؤتمر الحزب الديمقراطي الاجتماعي بشكل غير دقيق مما قد يفهم بطريقة خاطئة من قبل بعض القراء فكان لزاماً علي بما يقتضي شرف الرفاقية ان أعيد ما تحدث به منظر فكرتنا لأهمية ما تحدث به من افكار تشكل جوهر عملنا الديمقراطي

لقد تحدث وقال ما يلي :
"ان الهدف الاساسي الذي يجمعنا ورؤيتنا المشتركة مبنية على برنامج تفصيلي ان الحزب الديمقراطي الاجتماعي يحركه العلم والمعرفة للوصول الى مستوى معيشي افضل"

وحديثه هنا يعني اننا حزب برامجي يقوم على اسس علمية مبنية على الدراسات والابحاث المنهجية ولا يقوم سلوكنا على نظام الفزعة لحل المشكلات

وفي حديثه عن العدالة الاجتماعية قسمها العراب الى ثلاث ركائز

وهي المواطنة وتكافؤ الفرص وسلطة القانون وسيادته وفي الركيزة الاولى قال وهي ما يستوجب التوضيح حتى لا تفهم على غير مقصدها واقتبس

"المواطنة : ليس كل من يحمل رقم وطني مواطن ( هو مواطن ) لكن هو العلاقة بين الفرد والدولة ليس كمجموعات بشرية تتحرك اسواء بهوية فرعية او جغرافية لان هذا يعني المحاصصة وحزبنا سيضع حد لهذه المحاصصة """ انتهى الاقتباس . هنا يجب توضيح حديث الرفيق ان الحزب الديمقراطي الاجتماعي الاردني تناول هذه النقطة ببعديها القانوني والفلسفي ومتزجها في جملة واحدة ولتوضيح ما تحدث به ففي الشق الاول قال ليس كل من يحمل الرقم الوطني مواطن وهنا ما يعني فلسفة الدولة والرابط بين المواطن والدولة بما تقتضيه هذه النقطة من ترتيبات تنظم علاقة المواطن بدولة من ولاء وانتماء وواجبات ومستحقات ثم عاد العراب وقال هو مواطن وهنا كان يقصد تعريف المواطن وفق الدستور الاردني , فالدستور الاردني يقول في المادة 1/6 """ ان الاردنيين امام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق او اللغة او الدين """ واذا نظرنا للبعد الفلسفي والقانوني نجد عمق الفكرة وكيف امتزج العراب الفكرة ليحث المستمع على ضرورة تأدية الواجبات حتى يستطيع المطالبة بالمستحقات دون اي تميز , ومواجهة فكر المحاصصة الذي يحمل الكثير من الاثار السلبية.

اما عن الركيزة الثانية تكافؤ الفرص : فقال الحمارنة واقتبس "" العدالة بالمطلق لا تعني شيء. العدالة اذا لم ترتبط بنهج فلسفي واضح المعالم والتفاصيل للوصول الى تكافل اجتماعي وهو وصول كل مواطن الى الانفاق العام بشكل متساوي """" انتهى الاقتباس

اما عن الركيزة الثالثة سلطة القانون وسيادته : فقال الرفيق واقتبس """ لا يمكن لاي مجتمع حديث ومعاصر ان يستمر وينبض بالحيوية الا بتحقيق سلطة القانون وسيادته , ابتداء من مخالفة السير وصولا الى نظام قضائي مستقل لا يوجد به ( عز ومعزة ) ويعزز مفهوم تكافؤ الفرص " انتهى الاقتباس .

اما عندما تناول الرفيق مصطفى حمارنة وهو الذي يعد لدى غالبية الديمقراطيين الاجتماعيين صانع المرحلة وصاحب الفكرة موضوع حداثة الدولة الاردنية المعاصرة قد اشار الى محورين مهمين الاول هو بناء المؤسسات والثاني هو سلطة القانون

ثم تحدث الرفيق واقتبس "" نحن في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الاردني لسنا منتدى ثقافي بل نحن امامنا عمل كبير للوصول الى البرلمان "" انتهى الاقتباس

هنا يذكر العراب رفاقه في العمل السياسي من الديمقراطيين ان الحزب عليه واجبات واستحقاقات ولا بد من العمل للوصول الى قبة البرلمان لتشريع القوانين التي تخدم الشعب الاردني وفق رؤيتنا الديمقراطية

ثم تحدث الرفيق وقال : اقتبس """ نحن حزب يتحلى برؤيا ولدينا برنامج تفصيلي يغطي 22 مجال من مجالات الحياة العامة """ انتهى الاقتباس

هنا يشر المنظر للفكر الديمقراطي الاجتماعي عن غزارة البرامج التي يمتلكها الحزب بما يغطي عدد كبير من مجالات الحياة العامة وهذا تاكيد على اننا حزب برامج يمتلك رؤيا ذات افق واسع

اقتباسات لباقي ما تحدث به رفيق الديمقراطيين ومنظر الحزب الديمقراطي الاجتماعي

"ان علينا ان نفهم ان العمل السياسي يوجد به قيم واخلاق"

"ان كل فعل سياسي له بعد اخلاقي يجب ان نلتزم به كحزب"

"ان هنالك ازمة عميقة ومركبة ولا بد لنا الخروج من هذه الازمة بالعلم"

"نحن لا نحتاج اي مواجهة مع احد بل بالامكانية ان يكون لدينا مستقبلا تحالف سياسي حتى مع الاخوان المسلمين في قضايا الخدمات ربما سنختلف معهم في موضوع المناهج وهذه قضية قيمية ونحن لا نخجل من قيمنا"

"لا مانع من ان نقول للاطفال ان الله يجعل الماء يغلي , لكن يجب ان يعلم الطفل ان الماء يغلي عندما يصل الى درجة حرارة معينة"

"ان التفكير النقدي يتحدث عن تفسير الظواهر باسبابها"

"ان التعليم له اهمية قصوى في حياة الفرد يجب ان نوفر هذه الفرصة للاطفال لصبح الطفل ما يريد"

"لا مانع بأن تكون المدارس كلها على نفس الكفائة وهذا لا يتطلب الا ادارة فقط وهذا يتحقق باصلاح الادارة العامة"

في الختام لقد انتجت روسيا الحديثة الكساندر دوغين ونحن نعتقد ان الاردن الحديث انتج الرفيق مصطفى حمارنة هذا الرجل الذي كرس نفسه ليكون عراب النهج وصاحب الفكرة ورجل المرحلة ودفعني ما اكنه من احترام كبير لشخص الرجل ان اكتب هذا المقال وانقل كلامه بشكل حرفي حتى لا يفهم بطريقة خاطئة من ما كتبه بعض الكتاب في الصحف الالكترونية