facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




كذب عقيدة .. وعقيدة كذب


د. محمود الشغنوبي
14-02-2024 03:17 PM

اليهود يعيشون به و يتعايشون معه، وعندما يأتي سماحته ويهدد وجود دولة الاحتلال ويتكرر الأمر نفسه من طهران فهي خدمات جليلة تقدم للصهاينة حيث يحصلون على دعم من كل القوى الكبرى وتتعاطف معهم الشعوب الغربية، وبقاء الأمر في دائرة الكلام قد لا ينفع، لذلك يجب أن يزركش بحرب حقيقية كالتي حدثت عام 2006، ومنذ تلك الحرب المشؤومة وتهديدات سماحته يسوّق لها صهيونياً على محمل الجد، وتلك أكبر خدمة يريدها الاحتلال داخلياً وخارجياً.

حرب تموز جاءت في ظرف دولي دقيق، يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، وبفضل سماحته استعمل الدم اللبناني للحفاظ على سيل اللعاب الإيراني. كما أنها جلبت قوات "اليونيفيل" الدولية وبذلك حصّنت إسرائيل شمالها وأغلقته في وجوه المقاومين الفلسطينيين الذين كانوا يتسللون ويقومون بعمليات عسكرية في العمق العبري، وأبقت على قواعد اشتباك متفق عليها بين الطرفين تنقص أحياناً ولكنها بالطبع لا تزيد.

ينتهي الأمر بكل الجيوش إلى الكذب في أوقات الحرب.. لأنها ترتكب حتما جرائم ترغب في إخفائها، والفارق مع دولة الاحتلال وما يسمى محور المقاومة هو أن أكاذيبهم جزء لا يتجزأ من وجودهما المستمر منذ عقود كقوى تسلب وتستعمر أوطان، وأحزاب تعمل على أن تشعرها بوجودها وشرعيتها.

تستخدم دولة الاحتلال وإيران واذرعها في منطقتنا سلاح الكذب والافتراء في خداع الرأي العام العالمي - خاصة الغربي- وتضليله وتسخيره لأطماعهم ومخططاتهم، وذلك بواسطة نشر الأكاذيب والأساطير الكاذبة، وتقديمها إلى الناس على أنها حقائق ثابتة لا تقبل الشك والريب بها.

إن دولة الاحتلال في حالة حرب دائمة مع الفلسطينيين وربما مع المنطقة ككل، لذا يجب عليها أن تكذب بشكل قهري ومستمر، كل كذبة مبنية على الكذبة السابقة، إذا سقطت أحداها، فإن الصرح بأكمله معرض للانهيار. وهو ما يجعل كشف تلك الأكاذيب مهمة صعبة.

والراهن أنّ خليط القبضايات والفُتوّات "أذرع المقاومة"، وما ترسّب فينا من كلام سماحته أن في وسعه أن يفعل بخصمه كذا وكذا لأن هذا الخصم "أوهن من بيت العنكبوت"، ما هي إلا طقوساً وشعارات كاذبة بأقواله كمسك الشاربين في أفلامنا العربية، وهو ما اتضح جلياً منذ السابع من أكتوبر الماضي حيث مازال يصارع لتدمير عامود الإرسال العصي على السقوط.

تتفاقم صعوبات كشف الكذب بسبب استعداد وسائل الإعلام للانغماس في التضليل الإعلامي والتواطؤ معه، كما فعلت منذ إنشاء دولة الاحتلال، فهي تمثل رصيداً استراتيجياً مهماً. وباعتبارها حليفا موثوقا به، كان المقصود منها إبراز القوة الغربية في الشرق الأوسط الغني بالنفط.

إن أولئك الذين يسعون إلى تسليط الضوء على موضوع غارق في الكثير من الظلام يجدون أنفسهم ملطخين بأنهم معادون للسامية، وكأن التضامن مع معاناة الفلسطينيين لا يمكن أن يكون الدافع إليه إلا كراهية اليهود. ولهذا السبب تستطيع إسرائيل أن تتعايش مع المشاحنات، ويستطيع المحور المزعوم أن يتحرى الكذب، وسيظل الضحايا الفلسطينيون أمواتا، وسيبقى أطفال فلسطين هم الخاسر الأول والأكبر في الحروب والصراعات بكل مكان حول العالم، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش على صفيح ساخن، و تعج بالصراعات والعنف، وسنبقى نحن نرسم بقلمنا المعتوه رمزاً وأيقونة للقهر والظلم لكل طفل فلسطيني يموت.

وسلامتكم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :