الحكومات تحتاج وقفة لترتيب أولوياتها والنظر بمنطقية للعالم
صالح سليم الحموري
14-02-2024 10:54 AM
في دبي، شهدت القمة العالمية للحكومات تجمعًا غير مسبوق شمل 85 منظمة دولية، 120 حكومة، أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة، 700 رئيس شركة عالمية، وأكثر من 4000 خبير ومسؤول. محمد بن عبدالله القرقاوي، في كلمته الافتتاحية، أكد على الحاجة الماسة للحكومات لإعادة تقييم أولوياتها وتبني نظرة منطقية أكثر تجاه العالم.
هذه القمة، بحسب القرقاوي، ليس مجرد مناسبة لتبادل الأفكار، بل فرصة ذهبية للتركيز على فرص النمو والابتكار التي يمكن أن تحدد مستقبلنا. وأن الاختيارات التي نقوم بها اليوم سترسم ملامح الغد للأجيال القادمة، وشدد على أهمية النظر إلى المستقبل بعين التفاؤل، بعيدًا عن الصورة القاتمة التي قد يرسمها الواقع الراهن.
التأكيد كان واضحًا على دور الحكومات في تشكيل نظرة العالم نحو القضايا الرئيسية، حيث يجب أن يتجه التركيز نحو ما يوحد البشرية ويبني مجتمعات مفعمة بالأمل والتفاؤل. القرقاوي حث على تقليص مخاطر التكنولوجيا مع تعظيم فوائدها، وترسيخ قيم السلام والتسامح بدلًا من الحرب والكراهية.
من خلال رؤية محفزة للمستقبل، لفت القرقاوي الانتباه إلى أن التاريخ يعلمنا أننا، رغم التحديات، نعيش في أفضل حقبة بشرية من حيث الأمن والرفاهية والصحة. هذه النظرة الإيجابية، كما يرى، يجب أن تكون دافعًا لنا للتغلب على التحديات الراهنة.
واستعرض مجموعة من المؤشرات الإيجابية التي تصف عالمنا اليوم، مثل تضاعف متوسط العمر الإنساني، تراجع الفقر، والطفرات المعرفية التي تشهدها البشرية، وكذلك الترابط العالمي المتزايد الذي يسهل التنقل والتبادل الثقافي والاقتصادي.
في ختام حديثه، استشرف القرقاوي المستقبل من خلال تسليط الضوء على أربعة أرقام تمثل اتجاهات عالمية قد تحمل في طياتها التحديات والفرص. وتطرق إلى النزاعات والصراعات التي تكلف العالم تريليونات، داعيًا إلى التركيز على التنمية والابتكار كسبيل لمواجهة هذه التحديات.
أرقام تؤثر برسم مستقبل العالم:
17 تريليون دولار تكلفة النزاعات في عام.. ويمكن لـ 6 % من هذا الرقم أن تغطي تكلفة أهم التحديات
50 % من النمو العالمي يأتي من الصين والهند و70 % من الشرق وعلى البشرية أن تتعاون
1000 مرة تضاعف قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم خلال عام 2024
7 % انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للعالم نتيجة تراجع العولمة
القمة العالمية للحكومات في دبي ليس مجرد حدث، بل دعوة للتأمل في كيفية استخدام القوة الجماعية للحكومات والمنظمات والأفراد لتشكيل مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا للبشرية جمعاء.