الجمعية الفلسفية تعقد محاضرة "الموت في الفلسفة الوجودية"
14-02-2024 10:47 AM
عمون - عقدت الجمعية الفلسفية الأردنية ، ضمن برنامج ملتقى الثلاثاء الثقافي محاضرة بعنوان "الموت في الفلسفة الوجودية"، و قدمت المحاضرة رئيسة قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية ، الدكتورة دعاء خليل علي، وأدارت الحِوار أمينة سر الجمعية الفلسفية الأردنية الدكتورة لينا جزراوي .
وقدمت المُحاضِرة مفهوم الموت في الفلسفة الوجودية ما بين الوجودية المُؤمنة والوجودية المُلحدة ، حيث لا تختلف تفسيرات الوجودية المؤمنة عن تفسيرات الاديان بأن ثمة حياة أخرى بعد الموت، في حين ترى الوجودية الملحدة بأن الوجود سابق على الماهية ، وأن الإنسان يحيا موته في كل لحظة ، وبحسب فيلسوف الوجودية مارتن هايدجر ، فإن الموت ملاصق للحياة ، فالإنسان يسير نحو الموت من اللحظة التي يرى نفسه مَرميّا في هذا العالم .
فالموت عند هايدجر ليس موتا بيولوجيا ، كما أن الوجود عنده ايضا ليس وجودًا بيولوجيّا. عندهايدجر الحياة لا تعني الوجود ، اي ان الإنسان قد يكون على قيد الحياة لكن لا يعني هذا انه موجود ، فالموجود الحقيقي هو الذي يشكّل وجوده ، ويعي هذا الوجود . فالناس تكون على قيد الحياة لكن ليس بالضرورة ان تكون على قيد الوجود، فالإنسان الموجود بحسب الفلسفة الوجودية هو الذي يرفض الخضوع والتبعيّة ، ويتحمل مسؤوليّة خياراته.
فالموت والحياة بالنسبة لفيلسوف الوجودية مارتن هايدجر هما وجهان لعملة واحدة.
لقد غازل الفيلسوف مارتن هايدجر الموت وكأنه يرقص معه ، فهو يحتضن الموت ويُغنيه، في حين اختلف الفيلسوف الوجودي سارتر عن هايدجر في موقفه من الموت ، حيث رأى بأن الإنسان عندما يختار في حياته، فهو يُعدِم الاختيارات الأخرى ، إلى أن يصِل إلى وقت يأتي ( ما) يُعدِم هذه الخيارات وهو( الموت) . فالموت عند سارتر يأتي ليوقف الوجود ، بينما لا يجد هايدجر فرقًا بين الحياة والوجود.
وتقول الدكتورة دعاء علي، من هو الموجود اليوم اذًا بحسب الوجودية! إنه الذي يختار وجوده ويتحمل مسؤولية خياراته. إن الموت في الوجودية تجربة ذاتية محضة ، فلا أحد يموت عني ، ولا أحد يستطيع ان يبعد الموت عني ، فالموت بحسب الفلسفة الوجودية قابِع داخل الوجود الإنساني الذاتي.