زيارة الملك لواشنطن .. المحاور والتوقيت
عوني الداوود
14-02-2024 12:46 AM
أربعة أسباب تجعل من القمة -أي قمة - تعقد بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن على درجة كبيرة من الأهمية وهي:
1 -دور الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى العالم.
2 -القيادة المحورية للرئيس الامريكي وتحديداً في التعامل مع الصراع في المنطقة.
3 -المكانة التي يحظى بها جلالة الملك عبدالله الثاني ودوره بتعزيز الاستقرار الأمني في المنطقة وخارجها.
4 -العلاقة الشخصية و«الصداقة» بين الزعيمين منذ سنوات عديدة.
يضاف لهذه الأسباب الأربع «الدائمة»، 3 أسباب أخرى تزيد من أهمية هذه القمة بين الزعيمين أمس الأول وهي:
5 -أن هذه الزيارة هي (الأولى) من نوعها لزعيم (عربي) الى واشنطن منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
6 -التوقيت: فإسرائيل مقبلة على مجزرة جديدة في رفح، وتضغط لتهجير الغزيّين، وهناك مفاوضات في القاهرة حول صفقة جديدة لتبادل الرهائن.
7 -مرور 75 عاماً على الشراكة الاستراتيجية الاستثنائية بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية.
-الأسباب المذكورة أعلاه ساعدت تماماً بأن تكون المباحثات في هذا التوقيت على درجة عالية من الأهمية، لإيصال «السردية الأردنية» والاستماع لصوت العقل والحكمة من جلالة الملك عبدالله الثاني مباشرة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية القادرة -وحدها- على وقف «حرب الإبادة» التي تمادت بها إسرائيل.
-جلالة الملك تحدث بشفافية في نحو (10) محاور مع الرئيس الامريكي وبحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وأعاد جلالته التأكيد على الموقف الأردني الثابت والواضح من هذه الحرب منذ اندلاعها في السابع من تشرين الأول الماضي.. وهذه المحاور تتلخص بالنقاط التالية:
1 -التأكيد على الموقف الأردني بضرورة وقف الحرب التي تعدّ (واحدة من أكثر الحروب تدميراً في التاريخ الحديث)، وأن (هذه الحرب يجب أن تنتهي).
2 -التحذير من أن الهجوم على رفح سيؤدي إلى (كارثة إنسانية أخرى).
3 -تأكيد رفض الأردن لمخططات التهجير إلى خارج غزة والضفة الغربية لأنه (أمر لا يمكن أن يتم السماح به).
4 -الحثّ على إيصال المساعدات الإنسانية بكميات (كافية) وبصورة (مستمرة) إلى قطاع غزة.
5 -وجوب استمرار دعم «الأونروا» لإغاثة سكان غزة في هذه (الكارثة الانسانية) ولدور الوكالة الحيوي بتقديم خدمات لنحو 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في المملكة.
6 -رفض الفصل بين الضفة الغربية وغزة.. وضرورة عدم تجاهل الوضع في الضفة الغربية.
7 -التحذير من الفوضى بالمنطقة جراء تصعيد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس والتوسع في بناء المستوطنات.. والتضييق على المصلين في الأقصى، والكنائس.
8 -العمل فوراً لإيجاد (أفق سياسي يؤدي الى سلام عادل وفقا لحل الدولتين)، وأن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة هو (الحل الوحيد لضمان الأمن والأمان للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة بأسرها).
9 -دور الولايات المتحدة و(القيادة المحورية للرئيس الأمريكي في التعامل مع هذا الصراع) واستعداد الأردن ( للعمل معا لتحقيق السلام).
10 -التأكيد على (الشراكة الاستراتيجية الاستثنائية بين الأردن والولايات المتحدة) بمناسبة مرور 75 عاما على هذه الشراكة.
*هذه المحاور التي أشار إليها جلالة الملك في التصريحات الصحفية المشتركة عقب القمة التي استمرت لنحو (ساعة).. تلاها تصريحات للرئيس الأمريكي أظهر فيها تجاوب الموقف الأمريكي مع كثير من النقاط في مقدمتها:
-معارضة أمريكية لأي تهجير للفلسطينيين من غزة.
-العمل للتوصل الى اتفاق لتحرير الأسرى بين اسرائيل وحماس (والذي قد يفرض وقفاً لإطلاق النار لفترة قد تمتد لستة أسابيع) ويمكن الاستفادة من ذلك في بناء (اتفاق أكثر استدامة).
- أمريكا مع: (حل الدولتين- ودولة فلسطينية -مع ضمان أمن اسرائيل).
-العمل على إدخال مساعدات أكثر الى القطاع وتسهيل عبورها.
-رغم اعترافه بزيادة عدد القتلى المدنيين.. إلاّ أن الرئيس الأمريكي لم يتحدث مباشرة عن (وقف القتال) لكنه ركّز على أهمية التوصل الى اتفاق لتحرير الأسرى و»هدنة» تمتد لستة اسابيع ثم العمل على «اتفاق أكثر استدامة «.
-بايدن لم يتحدث عن أي جهد لمنع اسرائيل من الهجوم على رفح لكنه قال بأنه (يجب ألاّ تستمر العمليات العسكرية في رفح دون وجود خطة واضحة لضمان أمن أكثر من مليون شخص لجأوا هناك).
*باختصار:
زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة، مهمة للغاية في هذا التوقيت، لأن رأي جلالة الملك مقدّر ومسموع، ومن الممكن أن يساهم -بحسب وسائل إعلام أمريكية - بالدفع قدماً نحو التوصل لاتفاق تبادل أسرى وهدنة قد توصلنا لوقف دائم للقتال، مع زيادة المساعدات وتسهيل دخولها، وضمانات امريكية برفض مخططات التهجير بل واتخاذ عقوبات ضد المستوطنين.
-الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على الضغط على اسرائيل لوقف «حرب الإبادة»، فهل تفعل؟..وهل تضغط على اسرائيل لقبول صفقة تبادل رهائن جديدة وهدنة يجري التباحث حولها في القاهرة؟ أم أن إسرائيل مصرّة على إطالة أمد الحرب، وجرّ المنطقة والعالم نحو الهاوية؟!
الدستور