80% من مرضى المناعة الذاتية هن من النساء ودراسة قد تكشف عن السبب
13-02-2024 12:59 PM
عمون- شكلّ السبب وراء تعرض النساء لخطر أكبر للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي لغزًا طبيًا طويل الأمد، وقد يكون فريق من الباحثين في جامعة "ستانفورد" على بُعد خطوة من حل هذا اللغز.
وأشارت دراسة جديدة إلى أنّ الطريقة التي يتعامل بها جسد الأنثى مع كروموسوم X الإضافي (جسد الذكر يحتوي على واحد فقط بالإضافة إلى كروموسوم Y) قد يكون عاملاً يساعد في تفسير سبب كون النساء أكثر عرضة لهذا الأنواع من الاضطرابات.
تتضمن الحالات المزمنة في الغالب جهازًا مناعيًا غير مُنظَّم يهاجم خلاياه وأنسجته.
ورغم أنّ البحث الذي يتضمن تجارب على الفئران يُعد بحثًا أوليًا، بحسب ما أفاد به كبير مؤلفي الدراسة المنشورة في مجلة "Cell" بتاريخ 1 فبراير/شباط، الدكتور هوارد تشانغ، إلا أنّ المراقبة بعد القيام بالمزيد من الدراسة قد تساعد في تقديم علاجات وطرق جديدة لتشخيص الأمراض.
وأصبح تشانغ، وهو أستاذ الأمراض الجلدية وعلم الوراثة في كلية الطب بجامعة ستانفورد والذي قاد البحث، مهتمًا بالموضوع لأنّ أعراض بعض اضطرابات المناعة الذاتية مثل الذئبة، وتصلب الجلد، تظهر في البشرة على شكل طفحٍ جلدي.
وقالت الأستاذة المشاركة في قسم العلوم الطبية الحيوية في كلية الطب البيطري بجامعة "بنسلفانيا"، مونتسيرات أنغيرا إن "أنواع اللاعبين الذين يستجيبون لفيروس أو بكتيريا (هم الذين) يستجيبون في أمراض المناعة، ولكن في أمراض المناعة الذاتية، لا يتم القضاء على العدوى، فهي مستمرة، وتتضخم مع المثابرة، وتتسبب في تلف الأنسجة، اعتمادًا على مرض المناعة الذاتية.
وركز باحثون آخرون على "التحيز الأنثوي" للاضطرابات من خلال تحليل الهرمونات الجنسية أو عدد الكروموسومات.
وبدلًا من ذلك، ركز تشانغ على الدور الذي يلعبه جزيء يًسمى "Xist" غير موجود في الخلايا الذكرية.
اختبار "الدور الهام" للجزيء
تتمثل الوظيفة الرئيسية لجزيء "Xist" في تعطيل كروموسوم X الأنثوي الثاني في الأجنة، ما يضمن عدم تعرض خلايا الجسم لضربة مزدوجة سامة محتملة من جينات ترميز البروتين الخاصة بالكروموسوم.
وقال تشانغ إن "Xist عبارة عن حمض نووي ريبوزي طويل جدًا.. ويرتبط بحوالي مئة بروتين تقريبًا".
وتعمل جزيئات "Xist" مع تلك البروتينات لإيقاف التعبير الجيني في كروموسوم X الثاني.
وأثناء الدراسة لامتحانات تجديد رخصته الطبية قبل أقل من عِقد من الزمن، تمكن تشانغ من التوصل إلى رابط.
ولاحظ أنّ العديد من البروتينات التي يعمل جزيء "Xist" معها لربط وإسكات الكروموسوم X ترتبط باضطرابات المناعة الذاتية ذات الصلة بالجلد.
ويتمتع المرضى الذين يعانون من هذه الحالات بأجسام مضادة ذاتية تهاجم تلك البروتينات الطبيعية عن طريق الخطأ.
وتساءل تشانغ عمّا إذا كانت كتل جزيئات البروتين التي تنشأ عندما يرتبط جزيء "Xist" بالكروموسوم X تعمل كمحفز لأمراض المناعة الذاتية.
وللتحقق في الأمر، قرر تشانغ دراسة كيفية عمل جزيء "Xist"، الذي يتم إنتاجه بشكلٍ طبيعي عبر الخلايا الأنثوية فقط، وما إذا كان موجودًا في الفئران الذكور، وهو إنجاز أصبح ممكنًا بفضل الهندسة الوراثية.
وأوضح أنّ هذا سيكون خطوة أولى في القضاء على التفسيرات المتنافسة المحتملة لقابلية الإناث للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل الهرمونات الجنسية، أو البروتينات المارقة التي يصنعها كروموسوم X ثانٍ لم يوقف بالكامل.
وعندما حُقِنت الفئران الذكور التي تم تعديلها لتتمتع بجين مُنتِج لجزيء "Xist" بمادة كيميائية مهيجة تحاكي مرض الذئبة، وجد الفريق أنّ الفئران الذكور طورت السمات المميزة للمناعة الذاتية، أي الأجسام المضادة الذاتية، بمعدل يقترب من الفئران الأنثوية، ما يدل على أنّ البروتينات التي ترتبط بـ"Xist" يمكن أن تُثير استجابة مناعية.
ولم تكن التجارب مُصمَّمة لإظهار ما إذا كان "Xist" أو البروتينات ذات الصلة تسبب أمراض المناعة الذاتية لدى الحيوانات.
وقام تشانغ وزملاؤه أيضًا بتحليل عينات مصل الدم من البشر المصابين بمرض الذئبة، والتهاب الجلد، والعضلات، والتصلب المجموعي، ومقارنتها بعينات من أشخاص لا يعانون من أمراض المناعة الذاتية.
ووجد الباحثون أنّ العينات المأخوذة من المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية أنتجت مستويات أعلى من الأجسام المضادة الذاتية استجابةً للبروتينات المرتبطة بـ "Xist".
وبشكلٍ عام، أشارت البيانات إلى "الدور المهم" لـ "Xist" كمحرك للمناعة الذاتية.
قطعة من لغز المناعة الذاتية
وقالت أنغيرا إنّ الدراسة أظهرت أنّ آلية كروموسوم X غير النشط كانت مهمة وربما تلعب دورا في التحيز الأنثوي لأمراض المناعة الذاتية.
ولكنها أضافت أنّ الاكتشاف الأخير قد يكون مجرد قطعة واحدة من أحجية كبيرة جدًا.
وشرحت أنّه ليس من الواضح ما إذا كانت البروتينات المرتبطة بـ "Xist" تسبب المرض بالفعل.
وبالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل البيئية دورًا كبيرًا في الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
سي إن إن عربية