ما تناقلته وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول قيام جلالة الملك بالمشاركه شخصيا بإنزال جوي لمساعدات إغاثية لأهلنا في قطاع غزة، هو عمل بطولي لشخصية ملحمية حقيقية، ويمثل انموذجا أردنيا في القيادة، التي تتقدم الصفوف، وتجسد القيم النبيلة لأمة ناب عنها، في الفزعة الصادقة، ومد يد العون للملهوف، وتضميد جراح المكلوم، ومسح دموع الأطفال الذين يتضورون جوعا، ويحترقون ألما ومرارة حنينهم لأهلهم الذين فقدوهم، ولم يبق لهم من معين إلا الله. في زمن انكشف فيه الزيف والاكاذيب والنفاق العالمي، حول العدالة وحق الإنسان في العيش بحرية وكرامة، بعد أن ترك الطفل الفلسطيني لمصيره وجها لوجه،أمام آلة القتل الصهيوني الوحشية. ليخرج ملك هاشمي إنسان، خالعا الياقات الرسمية، وكاسرا لكل اطر البروتوكول المرعية،ويطلق صرخة مدوية في سماء الصمت العربي والإسلامي والعالمي المريب، وظلامها الدامس، ليقول للعالم اجمع، بقوة وشجاعة: كفى خنوعا وانحيازا للظلم، فالسكوت بعد كل ما جرى، يساوي المشاركة في جريمة العصر، غير المسبوقة، التي يتعرض لها شعب فلسطين من تطهير عرقي وقتل جماعي.
انه عمل بطولي حقيقي لقائد مقدام،على الرغم من العقبات والمخاطر الجسام، جراء جرائم حرب الإبادة العمياء التي يمارسها عدو عنصري حاقد متغطرس ومتعطش للقتل والدماء، ولا يعير لحياة الآخرين(الأغيار) اي اهتمام. كما أن هذه العملية الملكية النوعية المباركة، يجب أن تبقى انموذجا في الكرامة والشجاعة والمروءة، للحذو حذوها في كسر الحصار، ووقف العدوان فورا، وايجاد افق حقيقي ومحدد زمنيا لانهاء الاحتلال الغاشم، والاستقلال الناجز باقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني. فلطالما كان الهاشميون منارة وقناديل تضيء الطريق لشعوب واحرار الأمة على مدى تاريخهم المشرف.
لقد ذهل العالم،وفرح اهل غزة، وهم يشاهدون مشاركة ملك الأردن المباشرة في إنزال المساعدات الطبية والاغاثية، في خطوة مفعمة بالتحدي والإصرار على ضرورة كسر الحصار، والتي تضاف إلى الجهود الأردنية في المجالات السياسية والدبلوماسية الرسمية، والشعبية الإغاثية، التي لم تتوقف منذ بداية العدوان الصهيوني، وحتى الساعة.وهي جهود مشهودة وموصولة يقوم بها بلدنا وشعبنا الأصيل، وقائده الذي يمثل أمة في ملك، دونما منة أو رياء.
ويقينا ان هذه اللفتة المباركة لملك فارس نبيل، ستبقى صرخة استجابة مجلجلة لنداء الضمير والواجب، من اهل ذات الشوكة، لدرء الظلم واحقاق الحق لأصحابه. وكأننا به يقول: لبيك يا غزة هاشم.. نحن أهلك.. وسنبقى معك..
اما نحن، ومعنا احرار العالم، المنحازين لقيم الإنسانية الحقة، فنقول: غزة العزيزة.. ادفني شهداءك وانتصبي..، مرددين:"الغضب الساطع آت..وستغسل يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية..»، فالنصر والقدس لنا،مهما طال الزمن.
إنها صرخة ضمير اهل العزم والنشامى، الرجال.. الرجال، أصحاب الهمم العالية، والنخوة العربية الأصيلة، الذي يمثله ال هاشم الاخيار- احرار العرب، وحاملو ارثهم الإنساني ورسالتهم التاريخية..
الرأي