تحتاج غزة إلى دعم كبير وعاجل ومتواصل، فما نراه من تدمير ممنهج لا يمكن أن يصدقه عقل ولا يستطيع المجتمع الدولي العاجز عن لجم دولة الاحتلال وتقديم ولو إدانة بسيطة لأعمال التدمير والقتل والتخريب وإجبار المدنيين على النزوح إلى أماكن غير آمنة تعرضهم حياتهم إلى خطورة كبيرة، وانقطاع سبل الحياة بسبب الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على جميع وسائل الحياة التي يحتاجها الإنسان الغزي ينذر بخطورة الوضع في غزة.

منع المساعدات أو تقنينها يشير بأن حكومة نتنياهو المتطرفة، لا تعبأ بحياة الأبرياء في القطاع، فهي دولة احتلال لا تكترث لحياة الإنسان الفلسطيني بل إلى قضم مزيد من أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم بصورة قسرية تمهيداً لابتلاع أراضيهم، يقف أمامها العالم مكتوف اليدين متفرجاً على الأعمال الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهل غزة، أضف إلى ذلك عملية تجويع متعمدة عبر استهداف كل مرافق الحياة بالقطاع، وإجبار الناس على مغادرة القطاع مما يسمح بتهجير معظم أهالي القطاع وتصاعد الرفض العربي والإسلامي لخطط التهجير التي تفكر بها حكومة الاحتلال.

إن دعم قطاع غزة من الضروري بمكان لتفادي مجاعة قد تطرق أبواب القطاع لا سمح الله، وأن المجتمع الدولي والدول الراعية لسياسة دولة الاحتلال في المنطقة في مقدمتها الداعم الأول ورأس الحربة في العدوان الصهيوني على القطاع الولايات المتحدة، والتي لم تتخذ خطوات جدية وصادقة في منع نتنياهو وحكومته وجيشه عن تفاقم الأوضاع المعيشية وترديها في القطاع، وآخرها نية الاحتلال إلى عملية برية في مدينة رفح، والتي قد تسفر عن مجزرة كبرى لا سمح الله قد لا يتحمل نتائجها المجتمع الدولي.

غزة بحاجة إلى دعم قوي فالدعم المقدم لازال شحيحاً، والعالم لا يتحرك بشكل صحيح لمنع قتل وتهجير الشعب الفلسطيني في غزة، وإجبار دولة الاحتلال على الجلوس على طاولة المفاوضات لقبول صفقة تبادل الأسرى، وأن الغطرسة الإسرائيلية وتماهي الإدارة الأمريكية مع خطط الحكومة الإسرائيلية، يشي بأن الأمور قد تتجه إلى مناحات مجهولة، ونقص الغذاء والدواء والمياه يهدد حياة الآلاف الفلسطينيين في غزة، أمام تقاعس الجهود الدولية لإيقاف إطلاق النار الفوري.