هل يصبح «الموت الرحيم» للأزواج ظاهرة مطردة في هولندا؟
12-02-2024 06:56 PM
عمون - أصبحت ظاهرة «الموت الرحيم» لافتة للأنظار في هولندا، بعدما توفي رئيس الوزراء الهولندي الكاثوليكي السابق، دريس فان أغت، يداً بيد مع زوجته أوجيني، وكانا يبلغان من العمر 93 عاماً.
وتوفي أغت وزوجته يوجيني فان آغت - كريكلبرج معاً، وكانا معاً لأكثر من 70 عاماً. ويُنظر إلى وفاتهما، يوم الاثنين الماضي، على أنها جزء من اتجاه متنامٍ في هولندا نحو «الموت الرحيم» للأزواج.
وكان فان أغت في حالة صحية سيئة، بعد تعرضه لسكتة دماغية في عام 2019. يُذكر أن فان أغت وهو ديمقراطي مسيحي، كان رئيس وزراء هولندا في الفترة من عام 1977 حتى عام 1982، بعد أن تولى منصب وزير العدل سنوات عدة.
وقضى فان أغت سنوات عدة، يشن حملة من أجل حقوق الفلسطينيين، وأقام «منتدى الحقوق» لهذا السبب، وكان ينتقد بشدة سياسة حزبه بشأن إسرائيل، خلال السنوات الأخيرة له، بعد أن ترك الحزب في عام 2021.
ويعد القتل الرحيم غير قانوني في هولندا تحت ظروف معينة. وجرت ملاحظة الموت الرحيم للأزواج لأول مرة في مراجعة جميع الحالات في عام 2020، عندما جرى منح 26 شخصاً الموت الرحيم في الوقت نفسه مع شركائهم. وارتفعت الأعداد إلى 32 في العام التالي، و58 في عام 2022، من إجمالي 9000 حالة قتل رحيم، وفق ما أفادت به صحيفة «تلغراف» بريطانية.
وقالت إلك سوارت، المتحدثة باسم مركز الخبرة للموت الرحيم، الذي يحقق رغبة الموت الرحيم لنحو 1000 شخص سنوياً في هولندا، إن طلبات أي زوجين للحصول على المساعدة على الموت الرحيم يجري اختبارها وفقاً لمتطلبات صارمة بشكل فردي وليس معاً.
وقالت: «إن الاهتمام بهذا الأمر يزداد، لكنه لا يزال نادراً». وأضافت وفق ما كشفت صحيفة «الغارديان»: «إنها مجرد مصادفة أن يعاني شخصان بشكل لا يطاق مع عدم وجود أمل في الراحة في الوقت نفسه... وأن يكون كلاهما راغباً في الموت الرحيم».
وأصبح «الموت الرحيم» والانتحار بمساعدة طبية قانونيين في هولندا منذ عام 2002 بستة شروط، بما في ذلك المعاناة التي لا تطاق، وانعدام الأمل في الراحة، والرغبة المستقلة الطويلة الأمد في الموت.
وتشمل القوانين في البلاد أن يقوم اختصاصي ثانٍ بتأكيد الرغبة في «الموت الرحيم»، ومعظم الحالات تُجْرَى من قِبل طبيب الأسرة في المنزل.
ورغم أن الأزواج يمثلون نسبة ضئيلة من الوفيات بسبب القتل الرحيم، فإن فرنسين فان تير بيك، الذي يرأس مؤسسة «ني في في إي» المؤيدة للموت الرحيم، قال إن كثيراً من الناس يعبّرون عن هذه الرغبة. وأضاف: «لكن ذلك لا يحدث في كثير من الأحيان لأنه ليس طريقاً سهلة».
ومن جانبها، قالت كونستانس دي فريس من مركز خبراء القتل الرحيم لصحيفة «دي فولكس كرانت» الهولندية: «يخشى كثير من الناس احتمال الاضطرار إلى الاستمرار وحدهم، خصوصاً عندما يبلغون الثمانين من العمر، ولم يعودوا يتمتعون بالمرونة الكافية».
الشرق الأوسط