الدور المفقود والإنسانية المهدورة
بسام سعيد عرار
12-02-2024 02:23 PM
ما زالت غزة والمناطق على امتداد فلسطين تتعرض للمجازر والجرائم على مذبح الاحتلال العنصري الغاشم، الذي يستهدف البشر والشجر والحجر، ويمارس سياسة إنهاء أسباب الحياة على هذه الأرض على الرغم من كشف حقيقة هذا الاحتلال العنصري البغيض وسلوكه الإجرامي، وبيان زيف روايته المشروخة وخرافاته المزعومة، وتعرية أباطيل ماكينته الإعلامية، وممارساته عبر سجله المشؤومِ في ارتكاب المجازر وتزييف الحقائق، ومشاريعه التوسعية من خلال قضم ومصادرة الأراضي والاستيطان، وسياسة التهجير يوما بعد يوم مع محاولاته الحثيثة لتصفية القضية الفلسطينية.
وقد تخطى كل المحاذير الإنسانية الأخلاقية، ويضع نفسه فوق القانون الدولي والإنساني على مرأى ومسمع النظام العالمي، وما زال يتمادى في ظل غطرسة القوة الطائشة والمصالح العمياء والنفاق الدولي، وما زلنا نسمع الأقوال ولا نرى الأفعال الحاسمة تجاه ممارساته.
وإذا كان من حسابات دولية قاصرة وصمت يتيح للمجرم ارتكاب المزيد من الجرائم والتنكر للحقوق المشروعة والقضايا العادلة فإن القضية الفلسطينية هي قضية حق وواجب وكرامة إنسانية وعدالة ومقدسات لا تسقط بالتقادم تبقى برسم كل المعنيين وشرفاء وأحرار العالم، فالواجب والأجدر تكاتف الجهود العربية والإسلامية والدولية، ما يتطلب التحرك والخروج من حالة النأي بالنفس ودائرة العجز والتردد حيثما وجدت، وأخذ زمام المبادرة واتخاذ موقف واضح قولا وعملا، ومحاسبة الاحتلال، ودعم المشروع الوطني الفلسطيني مع العمل على إنهاء معوقاته وطنيًا وعربيًا ودوليًا، وقطع الطريق على الطامعين لأن الخطر والدور لا يستثني أحدًا؛ خرائط وأهداف وأفعال ومطامع الاحتلال العنصري المجرم المعادي للإنسانية واضحة ومعلنة، والقضية لا تملك ترف الوقت.