كامب ديفيد ووادي عربة بكفه ودخول آلة الحرب الاسرائيلية لرفح بكفة اخرى، هذا ما حرصت لارساله صورة الملك عبدالله الثاني بالانزال الجوي بفضاء غزة وقيام الجيش المصري برفض خطة الهجوم على رفح ودخول أردوغان بثقل اضافي لوقف عملية رفح التي مازال يتحفظ الرئيس الأمريكي دون وجود حل آمن يحفظ لأكثر من مليون نازح فلسطيني في رفح حياتهم وهي العملية التي يتحفظ عليها ايضا الجيش الاسرائيلي وإن كان حريص على وضع خطة الهجوم لها بانتظار القرار السياسي من مجلس الحرب الذي ادخل بيت القرار الاسرائيلي والأمريكي في منزلق خطير أصبح من الصعوبة الخروج منه دون تسوية أمنية وسياسية.

وهو ما يجعل لقاء الملك عبدالله الثاني والرئيس بايدن في البيت الأبيض لقاء فصل الخطاب ما بين ما يمكن تسويته وما يمكن استدراكه من اجل انهاء هذه الازمة التي باتت مستعصية كونها تحمل تداعيات إنسانية تطال اكثر من مليون مدني نتيجة حالة النزوح لرفح وأخرى أساسية تتعلق بحياة الأسرى والمعتقلين التي اصبحت مهددة، هذا إضافة لمسألة اخرى تتعلق بحفظ ماء وجه نتنياهو الذي مازال يصر على ضرورة استئصال المقاومة الفلسطينية من غزة واعادة تهجير الفلسطينيين إلى خارجها على الرغم من الرفض الميداني والسياسي الذي يواجهه الأمر الذي دعا نتنياهو للاتصال بالرئيس بايدن طالبا المساعدة بعد ان سدت جميع الطرق الداعمة لقراره الذي يريده من أجل اجتياح مربع خان يونس وحوصلة ميدان رفح واعادة احتلال محور فيلادلفيا.

وهو ما يعني بالمحصلة ان العمليات الاسرائيلية في مربع خان يونس ومدخل رفح ستكون بالإنفاق هذه المرة على حد تعبير الوزير غالانت ولن تكون على سطح غزة، بل في بطونها حتى تبعد العمليات الاسرائيلية عن استهداف المدنيين من جهة وتعمل على حصار المقاومة الفلسطينية في جيوبها وهي النتيجة الاستخبارية التي أخذت تشكل جملة البيان العملياتي التى يمكنها التعاطي بتوافق الجملة السياسية بين جو بايدن ونتنياهو من أجل استئصال حماس من قطاع غزة وقوى فصائل المقاومة لكن هذه الجملة اصطدمت بواقع اخر مفاده أين يقف بعد ذلك، ومن سيتحمل مسؤولية قطاع غزة وآلية الاعمار وسبل تقديم قوافل الإغاثة ؟!.

وفي ظل الازمة الميدانية الحدودية التي اخذت تكون تصعيدية بين القوات المصرية والإسرائيلية على حدود رفح مازال الجميع يبحث عن حل، فهناك من يتحدث عن خروج قوات القسام والمقاومة من قطاع غزة على غرار ما تم مع ياسر عرفات والقوات الفلسطينية من بيروت، وهنالك اراء اخرى تتحدث السماح للعشائر بالسيطرة على مدن قطاع غزة وكلها آراء غير منصفة ومن الصعوبة تبنيها والخيار الذي أجده أسلم للجميع وهو الخيار القائم على وقف إطلاق النار وايجاد إطار ناظم للدولة الفلسطينية وإدخال الجميع في إطارها السياسي بإسناد الدولة الفلسطينية بالمقتضيات المساندة أمنيا لضمان امنها وامن شعبها على ان يأتي ذلك للقطاع كما على القدس والضفة وهو الأمر الذي سيشكل أرضية عمل لحل الدولتين.

وفي غضون هذه الاثناء والمناخات الدقيقة تأتي زيارة الملك عبدالله الثاني لواشنطن والبيت الابيض حاملة معها تطلعات المنطقة من أجل وقف الحرب وإنهاء المعاناة الانسانية للأهل في القطاع وعموم فلسطين وتجسيد رؤية العرب ورؤية الرئيس بايدن في حل الدولتين بما يفضى لإقامة دولة فلسطينية ضمن القرارات الأممية وادخال شعوب المنطقة بعلاقات طبيعية تقوم على قبول بالآخر وتعظيم الشراكات البينية بين مجتمعاتها وصناعة صورة تجسيدية تحمل رؤية سلمية للمنطقة وشعوبها، وهو ما يحرص على بناء قوامه وتعزير محتواه الملك عبدالله على طاولة المكتب البيضاوي..